/ صفحه 142/
ــــــــــ
(1) هو محمد بن الحسن الفيلسوف الامامي، له مؤلفات كثيرة في علم الكلام والفلك والهندسة، وتحدث عنه علماء الغرب والشرق، وهو صاحب الرصد العظيم بمدينة مراغة، توفي سنة 622 هـ.
4 ـ الأمر بالمعروف: اتفق المسلمون كافة على وجوب الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، واختلفوا: هل يجبان بالسمع أو بالعقل؟... فقال الامامية والإشاعرة: يجبان بالسمع، بنص الكتاب والسنة، ولولا وجود النص الشرعي لم يكن أي باعث على الوجوب، وقال المعتزلة: يجبان بالعقل، أما الشرع فيؤكد حكم العقل ويقره، وعليه فإن الوجوب ثابت، حتى ولو لم يرد النص الشرعي.
5 ـ الإحباط: قال جخهور المعتزلة: إن المؤمن المطيع يسقط ثوابه المتقدم بكامله إذا صدرت منه معصية متأخرة، حتى أن من عبد الله طول عمره، ثم شرب جرعة من خمر فهو كمن لم يعبد الله أبداً، وكذا الطاعة المتأخرة تسقط الذنوب المتقدمة، وهذا هو معنى الإحباط. واتفق الامامية والاشاعرة على بطلان الإحباط، وقالوا: إن لكل عمل حسابه الخاص، ولا ترتبط الطاعات بالمعاصي، ولا المعاصي بالطاعات، والإحباط يختص بالجاحدين الذين لا يؤمنون بالله ولا بالرسول واليوم الآخر، كما دلت الآية الكريمة: ((لئن أشركت ليحبطن عملك، ولتكونن من الخاسرين)) لأن الجحود سيئة لا تقبل معه حسنة، وليس بعد الشرك إلا العذاب، أما من أساء وأذنب، وهو يؤمن بالله، فيوازن بين حسناته وسيئاته، فإن كانت الإساءة أكثر كان كمن لم يحسن، وإن كان الإحسان أكثر كان كمن لم يسىء، إذا الأكثر ينفي الأقل، وإن تساوياً كان كمن لم يصدر عنه شىء، وقال صاحب المواقف: إن الذي تتساوي حسناته مع سيئاته يجوز أن يثاب، ترجيحاً لجانب الثواب على العقاب.
6 ـ ثبوت الحال: أثبت المعتزلة الواسطة بين الوجود والعدم، وقالوا بثبوت الحال، وهو عندهم عبارة عن صفة لشىء، ولكنه لا يوصف بالوجود ولا بالعدم، ولا بالمعلوم ولا بالمجهول ولا بشىء أبداً. وأنكره الإمامية والأشاعرة، وقالوا: لا شىء سوى الوجود والعدم.
7 ـ الشرع والعقل: أسرف المعتزلة في تمسكهم بالعقل، وغالى أهل الظاهر في جمودهم على ظاهر النص، فوقف الامامية والاشاعرة موقفاً وسطاً بين الفريقين، والتزموا تأويل كل ظاهر للكتاب وللسنة مخالف لبديهة العقل،