/ صفحه 141/
نقول هذا ـ جدلاً ـ وإلزاماً لمن قال بأن الامامية هم أتباع المعتزلة أما الحقيقة التي نؤمن بها في أن كلا من الامامية والمعتزلة والأشاعرة فرقة من الفرق الاسلامية نستقل بمبادئها وتعاليمها، وقد تلتقي في شىء من هذه التعاليم مع أخواتها من الفرق، وتفترق عنها في شىء. وفيما يلي نذكر طرفاً من المسائل التي

ــــــــــ
(1) انظر كتاب ((هشام بن الحكم)) للشيخ عبد الله نعمة.

اختص بها الامامية دون الاشاعرة والمعتزلة، بعض المسائل التي اتفقوا عليها مع الاشاعرة ضد المعتزلة.
1 ـ الشفاعة: أجمع المسلمون كافة على ثبوت أصل الشفاعة، وأنها تقبل من الرسول الاعظم(صلى الله عليه وآله وسلم)، واختلفوا في تعيين المشفوع فيه، فقال الامامية والاشاعرة: إن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يشفع لأهل الكبائر بإسقاط العقاب عنهم. وقال المعتزلة لا يشفع إلا للمطيعين المستحقين للثواب، ومعنى شفاعته للمؤمن المطيع أن يطلب له من الله زيادة الثواب وتضاعف الحسنات، وأبطل المحقق الطوسي (1) في كتاب التجريد هذا القول بأنه لو كانت الشفاعة في زيادة المنافع لجاز أن نشفع نحن في النبي، ونطلب له علو الدرجات، وهو باطل، لأن الشافع أعلى من المشفوع فيه وأما، الآيات الدالة على نفي الشفاعة، كفوله: فما تنفعهم شفاعة الشافعين، فمتأولة بالجاحدين، جمعاً بينها وبين ما دل على قبول الشفاعة.
2 ـ الجنة والنار: قال الامامية والاشاعرة: إن الجنة والنار مخلوقتان الآن، بدلالة الشرع على ذلك. وقال أكثر المعتزلة: إنهما غير موجودتين الآن، وستخلقان غداً يوم الجزاء.
3 ـ مرتكب الكبيرة: قال الامامية والاشاعرة: إن مرتكب الكبيرة مؤمن فاسق يجب إقامة الحد الشرعي عليه إذا سرق أو شرب أو زنى. وقال الخوارج: هو كافر، وقال المعتزلة: لا مؤمن ولا كافر، وأثبتوا المنزلة بين المنزلتين، وهذه المسألة هي السبب لافتراق واصل عن أستاذه الحسن البصري، وإنشاء فرقة الاعتزال.