/ صفحه 12/
هذه آية واضحة وهي أوّل آية نزلت في القتال ليس فيها شائبة من شوائب الإكراه في العقيدة، وإنما هي على العكس تقرر أن الحرب أمر لابد منه حفظاً للظم، وتقليما لأظافر البغى والطغيان، ولولاها لفسدت الأرض وهدمت فيها أماكن العبادة، ومن الغريب أن الآية لا تنظر في هذا الشأن إلى المسلمين خاصة بل تقول: لهدمت صوامع وبيع وصلوات.
آيات صريحة في سبب القتال:
وعلى هذا الأساس جاءت آيات القرآن الواردة في القتال صريحة في تحديد سبب الحرب، وفي جعله خاصا بالاعتداء على الدولة، ومحاولة فتنة النّاس في دينهم مع التحذير من الاعتداء. (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين).(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين). (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً).
(وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا فى دينكم فقاتلوا ائمة الكفر إنهم
لا أيمان لهم لعلهم ينتهون، ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أوّل مرة أتخشونهم؟ فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين)
ومن يتتبع آيات القرآن الواردة في القتال يجدها جميعها واردة على هذا المبدأ:
تقرر أن سبب القتال في الإسلام ينحصر في رد العدوان وحماية الدعوة وحرية الدين وتطهير الأرض من الطغيان والمظالم، وأن القتال لم يقصد به إذلال الضعفاء، ولا اتخاذه طريقاً للاكراه على العقيدة والإيمان.