/صفحة 9 /
النداء المجلجل الموئس: -لكل ضعف ولكن لاتعلمون !-فذوقوا العذاب بما كنتم تعلمون !الموازنة بين مصير المؤمنين ومصير الكافرين: ولاتقف الآيات الكريمة عند هذا الحد في تصوير هذه المآزق الحرجة التي سيقع الظالمون المكذبون فيها، ولكنها فيها، ولكنها تمضى في لون آخر من التخويف وتحريك النفوس عن ط ريق الموازنة بين أحوالهم وأحوال المؤمنين بالدعوة، العالمين بمقتضى الإيمان. فيقول الله عزو جل: "و الذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها، أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون، ونزعنا ما في صدورهم من غل تجرى من تحتهم الأنهار، وقالوا الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لو لا أن هداناالله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق، ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموا بما كنتم تعلمون". وأول ما نراه في هذه الموازنة أن الله تعالى يبين مصير المؤمنين، وهو الجنة، ذلك المأوى العظيم المزود بكل أسباب النعيم والترف والرفاهية، في مقابل ما ذكر من قبل عن مأوى الكافرين في جهنم، حيث المهاد منها، والغواشى فيها. ثم يصف صفاءهم الروحى، وسموأنفسهم، وما أفاضه الله عليها من الجمال والرضا، وأنها خلصت من د فائن الحقد، وظواهر الغل، وذلك في مقابل ما ذكر من قبل من تلاعن الكافرين وتلاومهم، ومحاولة كل من التبعين والمتبوعين إلقاء المسئولية على أصحابة. ولاشك أن للموازنة على هذا النحو تؤثيرا"عظيما، فإن الإنسان مط بوع على حب الخير لنفسه، وعلى الرغبة في إبعاد السوءعنها، وإذا علم أن أحدا"فاز أوسيفوز بالخير من دونه، تحركت في نفسة عوامل الغيرةوالتنافس