/صفحة 8 /
وبعد أن تعرض الآيات أمرهم هذا العرض، تعيد ذكر أسباب الحكم عليهم، لتقر هذه الأسباب الحكم عليهم، لتقرهذه الأسباب مرة بعد أخرى، ثم لتبنى عليها لو نا جديدا"من العذاب فتقول: "فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون، إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لاتفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجملل في سم الخياط، وكذلك نجزى المجرمين، لهم من جهنم مِهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزى الظالمين".
فهنا حرص واضح على ذكر الأسباب، وعلى أنهم يستحقون ما ينزل بهم، بما كاموا يكسبون، وبكونهم كذبوا بالآيات واستكبروا عنها، وبكونهم مجرمين، وبكونهم ظالمين.
ثم هنا تصوير واضح أيضا "لإحاطة العذاب بهم: "لهم من جهنم مِهاد ومن فوقهم غواش" وتصوير واضح لحرمانهم مما به تكون السعادة، فسعادة الأرواح إما بنزول الخيرات عليها من السماء، أو بصعودها أوصعود أعمالها إلى السماءو ذلك أن السماءموضع البهجة وأماكن التط لع النفسى إلى المنح والنعم، ومنها تنزل الخيرات، وا ليها تصعد الأرواح، والإخبار بأنهم محرومون من تفتح أبواب السماءلهم، ومن أن يدخلوا الجنة، لاشك أنه غاية في الوعيد.
تعرض الآيات الكريمة هذا كله، وتصف أحوالهم في حيرتهم الكبرى، وفي تلاعنهم وتلاومهم، وفي شعورهم بالحسرة واليأس، كل ذلك في عبارات تجعل الغائب المنتظر في صورة اُلمحس ِّالمشاهد: -أين ماكنتم تدعون من دون الله؟أين هم ليشفعوا لكم أولينقذوكم من عذاب الله؟-لقد ضلوا عنا!إننا لا نراهم، وإنهم لا يروننا!-ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار!يا للهول !ما هذه الأمم المتزاحمة المتساقطة في النار كأنها الفراش المتهافت، مابالهاتتلاعن؟مابال التابعين يحملون على المتبوعين: "ربنا هؤلاءأضلونا فآتهم عذابا"ضعفا"من النار"و مابال المتنوعين يتبوعين من التابعين "فما كان لكم علينا من فضل" مابال المتعارفين تناكروا؟و مابال المتعارفين تقاط عواو تدابروا؟وماهذا