/صفحة 10 /
وكذلك إذا شعر بأن أحدا"سينجو من السوء حين يقع هو فيه، فإنه يفكر في ذلك تفكيرا"بسوقه إلى شيء من الحذر. فالقرآن يريد بإبراز هذين الموقفين: موقف الكافرين، وموقف المؤمنين، عن ط ريق الموازنة والمقابلة في كثير من آياته، إثارة العوامل النفيسة التي ترجع إلى حب الإنسان نفسه، وحرصه على أن يفوز بالخير، وينجو من الشر، وأن يكون في صف السعداءالفائزين، لافي صف الأشقياء الخاسرين. ثم يبين الله تعالى بعض ما يحيط بالمؤمنين من نعيم: "تجرى من تحتهم الأنهار" في مقابل المهاد والغواشى الجهنمية، وبين فرحهم بهذا النعيم، وإيمانهم بمصدره الذي أنعم عليهم به، فيعترفو له بالحمد والثناء، وأنهم يشعرون بهذه النعمة فيتلذون بذكر الحق الذي كان إيمانهم به سببا" فيها، وفي ذلك مقابلة يينهم وبين الكفار الذين حدث الله عنهم أنهم يعترفون على أنفسهم بالكفر حين يرون ضلال شركائهم عنهم: "و شهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين". ثم يقرر المؤمنون بعد الحمد الله، والثناء عليه توفيق الله لهم، وأنهم يؤمنون بأن هذا التوفيق الإلهى هو السر في اهتدائهم ولو لاه ما كانوا مهتدين "الحمدالله الذي هدانا لهذا وكنا لنهتدى لو لا أن هدانا الله". وهنا ينط لق نداء، ويسمعون أنهم منحوا نعمة الله بعملهم الصالح، وفي ذلك مقابلة بينهم وبين الكافرين الذين قيل لهم: "فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون" وهكذا يرفع المؤمنون بأعمالهم، ويكرمون بذكرها واحتسابها لهم، ويخفض الكافرون بأعمالهم، ويها نون ويقَّرعون باختسابها عليهم وإذا قتهم العذاب بسبها و"كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار". وينبغى أن نلتفت هنا إلى أمور ثلاثة: