/صفحة 89/
ابن علي يوم الأحد لعشر خلون من جمادي الآخرة سنة اثنتين وعشرين ومائة، واجتمع الناس إليه في المسجد، وهو صابح المشهد الذي بين مصر وبركة قارون بالقرب من جامع ابن طولون، يقال: ان رأسه مدفون به، والله أعلم بالصواب".
وربما يظن من نهاية حكاية ابن خلكان: "يقال ابن رأسه مدفون به والله أعلم بالصواب" التخلص من تحمل التبعة في هذا الخبر الأخير، لكن سيأتي في كلام المقريزي ما يفيد القطع به عن يقين وتأكيد.
وأما أبوه علي زين العابدين فقد لقى ربه على فراشه بالمدينة المنورة سنة 94 هـ. في خلافة الوليد بن عبد الملك. قال ابن خلكان: ودفن بالبقيع في قبر عمه الحسن ابن علي في القبة التي فيها قبر العباس، رضي الله عنهم أجمعين".
فالخلاصة المستفادة أن علياً زين العابدين ثوى في جدثه بالمدينة بعد موته، وأن زيداً ابنه نقل رأسه إلى التربة التي وضع فيها بالمشهد المعروف بمشهد زين العابدين.
خطأ مشهور في مشهد زين العابدين:
جرى تعارف الناس فيما بينهم على نسبه هذا المشهد إلى زين العابدين، ومن دخل المسجد الذي فيه هذا المشهد يرى اسم زين العابدين على باب المسجد وعلى باب الضريح الذي فيه، ومما يزيد عند الناس الاطمئنان إلى هذا وجود لوحة كبيرة كتب عليها بخط جميل قصيدة الفرزدق التي أنشدها مدحا في زين العابدين حين تنكر له هشام بن عبد الملك أثناء الطواف بالكعبة عند افساح الناس الطريق له خاصة، وحبس الفرزدق تنكيلا به، وأولها:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته و البيت يعرفه والحل والحرم
وشهرتها تغنى عن كتابتها، وبحوار الضريح مقبرة منسوبة إلى زيد بن زين العابدين فالخطأ المشهور في النسبة إلى زين العابدين حتى اتخذوه عنواناً ـ بعد المسجد والضريح ـ لميدان قريب منه وشارع رئيسي هناك.