/صفحة 86/
الحسينيون في العهد الأموي:
1 ـ الحسين رضي الله عنه لبى الرغبات الملحة والدعوات المتتالية من العراقيين فهب مطالباً بحقه في الخلافة، فلم يك هم يزيد الا اقصاءه عنها أو قتله ان جدت الحرب، فالتقت جماعة الحسين مع جيش يزيد تحت امرة عبيد الله بن زياد والي العراقيين له، وانكشفت المعركة عن قتل الحسين يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة 61 هـ بالطف من شاطىء الفرات بموضع يدعى بكربلاء، وأرسل رأسه العالي إلى يزيد مع رموس القتلي الذين استشهدوا معه.
وكانت هذه الموقعة من أشأم المواقع في تاريخ المسلمين، فانها ولدت ضروبا من الشقاق لا تزال سيئة الأثر بين أهل القبلة، فمن شهد الدموع الجارية والزفرات الحارة والصدور الملدومة في ذلك اليوم يعرف كيف بلغت هذه الفاجعة من النفوس، فقد ارتكب الأمويون في التنكيل بالحسين ومن معه، ما لا تفعله الضواري في الغابات عند فتكها البعض بالبعض، وما رعوا حرمة ولا ذماما لمن طوقهم جدهم بالمنن، فضلا عن أن جد يزيد كان جديراً بسفك دمه بعد ما أفرط وطغى في جاهليته، وما دخل في الإسلام الا بعد أن لم يجد سبيلا لحياته غيره ـ ولا موقع لهذا الاستغراب الا ما أشار إليه الامام علي كرم الله وجهه لمن سأله في الرؤيا عن هذه المفارقة العجيبة.
وكل اناء بالذي فيه ينضح:
نقل ياقوت في معجمه، وابن خلكان في وفياته في ترجمة سعد بن محمد المعروف بحيص بيص واللفظ فيهما متحد.
وقال الشيخ نصر الله بن مجلى، وكان من ثقات أهل السنة: رأيت في المنام على ابن أبي طالب رضي الله عنه، فقلت له: يا أميرالمؤمنين تفتحون مكة فتقولون: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ثم يتم على ولدك الحسين يوم الطف ماتم، فقال: أما سمعت أبيات ابن الصيفي في هذا؟ فقلت: لا، فقال: اسمعها منه، ثم استيقظت، فبادرت إلى دار حيص بيص، فخرج إلى، فذكرت له الرؤيا، فشهق وأجهش