/صفحة 77/
ووجدت في بحث العلامة الحكيم المنهجي اشباعاً للقول يدنيني إلى الفضول والتطفل اذا حاولت العودة إلى وضع "الكتاب في اطاره من سلامة القصة وخدمة الفكر" فقد أوضح الأستاذ الحكيم ـ في نصاعة واشراق ـ أسس الكتاب ومبادئه في مدارها العلمي، ومجراها الإسلامي، ومع تعمق ما جاء في البحث لا مجال لا فتئات، ولا لسوء فهم، غير أني مدين لأبي بوصايا يأمرني البر والوفاء بتنفيذ السهل منها اذا تعذر الصعب، فان وفقت في هذه الكلمة إلى قول غير معاد كانت خدمة، والا فحسبي قضاء فرض، وتسديد قسط مستطاع من ديون كثيرة.
4 ـ "النص والاجتهاد" مصطلحان من مصطلحات الفقه الإسلامي، تولى الأستاذ الحكيم شرحهما في ضوء "الاصول" شرحا كافيا، وهما ـ في جملة القول ـ أساسان للفصل بالأحكام نقلا واستنباطا، فالنص ـ ويشمل الكتاب والسنة من الأدلة ـ مركز أساسي لا يصح تجاوزه فيما قدم من أحكام وحلول صريحة في مختلف الوقائع والقضايا، سواء في هذا ما كان عقديا أو "عباديا" أو اجتماعيا أو اقتصاديا أو غير هذه الوجوه من وجوه النشاط الإنساني، والاجتهاد ينطلق من المركز الأساسي بوعي المسلمات والقواعد إلى الحكم على ما سكت عنه النص أو أجمله أو أطلقه أو عدله أو عدل عنه، ومعنى هذا أن الاجتهاد إنّما يكون اجتهاداً بعد تسليحه بأدواته ووسائله العلمية ماشياً في طول النص ـ كما يعبر الفقهاء ـ دائراً في مجراه، والا كان فيه "عرضه" بدعة وخروجا، ولكي يكون الرأي في عرف ما سليمان يجب أن تدعمه مبادىء هذا العرف وأنظمته التحتية.
هذه هي المشكلة التي يثيرها اسم الكتاب في عنوان موضوعه، أما الدافع إلى اثارة هذه المشلكلة فهو ما أحصاه المؤلف أثناء تتبعه الواسع من اجتهادات ـ ان صح التعبير ـ لأجلاء من الصحابة والتابعين تخالف الأصول المتبعة للاجتهاد أو العمل بالرأي.
5 ـ يحسن في هذا الموقع من كلامنا أن نطرح السؤال التالي:
أية فائدة تترتب على احياء مشكلة فكرية مضى زمانها؟ الا يجر احياؤها فتنة تؤخر المرحلة في موعد تقدمها، وتفرق الكلمة في ملتقى تجمعها؟