/صفحة 68/
الاربع، انها أربع لا غير سواء أكنت متحدثاً إلى الامم جميعاً أم كنت متحدثاً إلى واحد. وكذلك "أي" شأت أن تساير منطق الأشياء. مادامت في جملة أي مادامت مسهمة في شركة. وهذه قاعدة جديدة لا يحسن السكوت عنها. أعني ضرورة المشاركة مادمنا في منطق الاشياء الاربعة … ان الطرف الواحد لا يمكن أن يتمخض عن أربعة أو عن واحد من الأربعة، لابد من طرفين كي تتأتى المشاركة. وبالتالي الأشياء الأربعة أو واحد منها في الأقل…
قلت: رويد سيدي الشيخ. فلست أدري ما حماداه.
قال: أفتراه كلاماً فارغا، فكذلك أكثر ما تقول وتسمع وتقرأ، وكذلك على وجه الخصوص السخف الذي كنت تهذى به حين عرضت على تابط شرا "اقتراحا برغبة" أو "اقتراح قانون" أو "مشرع قانون" أو سمه ما شئت، فهو على أية مشروع السلام العام، أو السلم العالمي، أو الغاء الحرب بين بني الإنسان كي يفرغوا لحرب الطبيعة ممثلة في حيوانها ونباتها وجمادها وعناصرها جملة، أفليست فكرتك أم تراني بترتها أو شوهتها؟
قلت: بل هي هي مركزة أجمل تركيز.
قال: فمشروعك مرفوض لأسباب، أولها: أن المقترح عليه أو المرغوب إليه لا يستطيع نظر المشروع. بله الموافقة عليه ووضعه موضع التنفيذ. ذلك بأنه قد مات لا حتف أنفه، بل قتل قتلا، ولم يترك الجناة أي أثر يفيد التحقيق. وارجع ان شئت إلى ملف القضية في أغاني أبي الفرج الاصفهاني أو في أي مرجع سواه.
قلت: سيدي الشيخ. ان الإنسانية كلها تمثل تأبط شرا من حيث المشروع محل الحديث.
قال: أما وقد ورثتها اباه، أو مخلفاته، فاني أستعديها كلها عليك، تلك الإنسانية المظلومة التي تحاول أن تحمل عليها أوزار تأبط شرا كاملة… الا أنه قد جر على نفسه وعلى أهله الجرائر وأهوال الجرار. واذا كانت الفتنة قد عفى عليها الزمن فنامت في أطواء التاريخ، فانك تريد أن تبعثها جذعة.