/صفحة 63/
فلهم في هذا وأمثاله غرائب دونتها مطولاتهم وحواشيهم في هذا الباب خاصة وفي غيره من الأبواب.
4 ـ ما اعراب مثل كلمة الرجل أو العاقل أو نحوهما مما يجيء بعد "أي" الوصلة للنداء، مثل يأيها الرجل أو يأيها العاقل؟ معركة شنيعة أثارها الخضري ثم اشترك فيها الصبان والتصريح.
وهذا باب التنازع!! ان أحكامه متشعبة وكثير منها معقد ولا سبب لهذا الا التعليلات الفلسفية التي لا تتصل بالحق والواقع في قليل أو كثير. استمع اليهم يقولون في تنازع العاملين أو العوامل في مثل قعد وكتب محمد، ومثل جاء وأقبل محمود … ان الثاني من المتنازعين أولى بالعمل من الأول عند أهل البصرة لقربه ولو كان أضعف من الأول في العمل العام. واختار الكوفيون الأول لتقدمه واتفق الفريقان في مثل ذلك المثال على أن أحد العاملين عامل في الاسم والآخر في ضميره. وقال الفراء: (ان اتفق العاملان في طلب المرفوع فالعمل لهما ولا اضمار نحو يحسن ويسىء ابناكا…) وهذا هو الرأي المقبول المعقول ولكنهم رفضوه لمخالفتهم لفلسفتهم التعليلية حيث قالوا:
(أورد على هذا الرأي أن العوامل كالمؤثرات فلا يجوز اجتماع عاملين على معمول واحد الا أن يريد أن العمل لمجموعهما كما في زيد وعمرو قائمين. وفيه نظر للفرق بأن كلا من الفعلين يستقل برفع زيد وكل من الاسمين لا يستقل برفع هذا الخبر فليتأمل …) ا هـ.
5 ـ اذا وقعت كلمة "ما" بعد "نعم" وأخواتها فما اعرابها؟ تشعبت المذاهب إلى أكثر من عشرة ولا يعنينا من هذا التشعب الذي سجله الأشموني وأمثالة الا الرأي الذي يجعلها تمييزاً لا فاعلاً والرأي الذي يعكس.