/صفحة 56 /
وبين المفرد ;فأعربوا بعض المفردات بها ;ليأنس بها الطبع !1فإذا انتقل الإعراب بهاإلى المثنى والمجموع لم ينفر منه ;لسابق الألفة!!وإنما اختيرت هذه الأسماء لأنها تشبه المثنى لفظا ومعنى ;أما معنى فلا ستلزام كل واحد منهما آخر؟ فاتلأب يستلزم ابنا، والأخ يسلزم أخا، وكذا البواقى وإنما اختيرت هذه الأحرف لما بينها وبين الحركات الثلاث من المناسبة الظاهرة. . . "اه.
5ـوجر بالفتحة نيابة عن الكسرة مالا ينصرف وهو ما فيه علتان من علل تسع كأحسن، أو واحدة منها تقوم مقامها كمساجد وصحراء كما سيأتى في بابه ;لأنه شابه الفعل فثقل فلم يدخله التنوين لأنه علامة الأخف عليهم، والأمكن عندهم ;فامتنع الجر بالكسر لمنع التنوين ;لتآخيهما في اختصاصها بالأسماء، ولتعا قُبِهما على معنى واحد في باب راقود خلاًّ ورا قود خلٍّ، فلما منعوه الكسرة عوضوه منها الفتحة نحو فحيوا بأحسن منها. . . )اه. . .
هذه بعض أمثلة في الّتعليل منْتزعة من باب واحد من أبواب النحو القديم فما الشأن لو اسنقصيت كل أمثله ذلك الباب من غير اكتفاء ببعضها؟ وماذا يكون الحال لو استقصيت الأمثلة كلها مزيداً على ما حوته الحاشية ؟بل ماذا يكون الحكم لو تتبعت كل "التعليل" في أبواب النحو كلها ؟لاشك أن الحكم سيكون قاسياًأليما على النحو والنحاة ومن شايعوهم أو سكتوا على عملهم وهم عالمون بحقيقته مطلعون على ما فيه من خَطَل وفساد ونحن من هؤلاء الآثمين.
ولو أن أمر "التعليل" اقتصر على الجدل اللفظى، والتنوق الكلامى، والتسابق إلى إظهار البراعة المنطقية من غير أن يكون له أثر عملى في ضيط الكلم، وتركيب الجمل، والتحكيم في صياغة الأساليب، وصحة مفرداتها -لهان الخطب نوعا ما، وانحَصر ضرره في تصديع الرأس بالثرثرة، وإضاعت الوقت في الجعجعة، واحتمال الجهد فيما لا يستحق احتمالا، ولكن ال مر أخطر أثرا، وأفدح ضرراً، بما فيه من سيطرة عاتيه طاغية في المفردات والمركبات بل إنها لتمتد إلى