/صفحة 409/
من مفتريات وسموها بسمة العلم والعلم منها براء.
قلت: أفتراكم تريدون أن تنقضوا قواعد علم النفس وهي المعبرة أصدق تعبير عما هنالك في أطواء الضمير.
قال: بل أريد نقض ما حمله على من أزار ليست منه في شيء وإنما هي أوهام أنشأها الانحراف والشذوذ وما شئت أو شاءوا من (سادية) (ومسوسيه) وغير هما مما ملأ الأضابير وفاق الأساطير.
قلت: نحن ياسيدى الشيخ في عهد العلم. وخاصة علم النفس الذي رسخت أصوله فهى ثابتة. وسمت فروعه فهى في جو السماء صاعدة.
قال: على رسلك. فما كنت لأختصم العمل أصولا ثابتة أو فروعا سامية. بيد أن لكل شيء أساطيره ولا كأساطير العمل سوء عاقبة قلقد كشف الله عن أساطير الأولين. وما كان منها متصلا بالدين فقد بينه رجاله أنفسهم للناس أما خرافات العلم وخاصة علم النفس فإنها الفتنة في أحدث ألوآنهاوأزهى صورها.
قلت: دعونا من العلم وأساطير ه إن كان له أساطير ولنعد إلى ما كنا فيه. . وإذا كنتم ترون زوج نأبط شرا حصانا رزانا ما تزن بريبة. فما سر لهفتها على ابن عمها هذا الذي قتله العوص؟
قال: ليس في الأمر سر إلا أنه ابن عمها. فهى لا تريد لهامته أن تصيح: اسقونى اسقونى. فلا يبل لها صدى. . افتراك تجهل هذه الهمامة أو الصدى التي تخرج من رأس القتيل وما تزال تردد اسقونى اسقونى حتى يؤخذ بثأره.
يا عمرو إن لم تدع شتمى ومنقصتى *** أضربك حتى تقول الهمامة اسقونى
إنه ذو الأصبع العدوانى يتهدد ابن عمه عمرا أن يقتله إن لم يكف عنه الأذى
قلت: أخشى أن يشغلنا ذو الأصبع عن النحل الواكن في الخلية فنضيع قتيل العوص.