/صفحة 408/
قال:
الله يعلم ما تركت قتالهم *** حتى علو فرسى بأشقر مز بد
وشممت ريح الموت من تلقائهم *** في غمرة والخيل لم تتبدد
وعلمت أنى إن أقاتل واحدا *** أقتل ولا يضرر عدوى مشهدى
فصددت عنهم والأحبة فيهمو *** طمعا لهم بلقاء يوم مرصد
فذلك جواب الحارث بن هشام. ولا عليه ولا على غيره ممن هربوا يوم بدر
قلت: افترون المشريكين معذرين يوم بدر حين ولوا الأدبار؟
قال: أجمل عذر. فمن هؤلاء الذين ولوا الأدبار من شرح الله صدره للاسلام بعد بدر. فأبلى في سبيل الدعوة أيما بلاء.
قلت: لنترك بدرا. ولنستمر مع صاحبنا تأبط شرا. فلقد أرى زوجه تجرعه اللوم مرا إذ ترك ابن عمها يموت وعاد إليها فارقا متباطنا. . لم تحمل عليه هذه الحملة النكراء. ما دمتم ترونه صاحب عذر؟
إن المرأة هي المرأة في كل عصر. وإنه ليخيل لى أن وراء الأكمة ما وراءها. فالريبة تكاد تنطق. .
قال: بل الريبة في هذا التكفير. والخطل في هذا التصوير، أفتراك انتقلت من الحجزية إلى جزر هاواى أو إلى كاليفورنى أو كابرى مع إحدى السابحات الفاتنات الخادعات أزواجهن. يا هذا. تالله لقد أبعدت النجعة ولو سمع باقى القصة لكان لك فيها معدل عن هذا اللون من الظن الآثم. . فما كانت حليلة تأبط شرا لتخذعه وما كان ابن عمها ليخون الفة في عرضه. أفحسبت القوم وجوديين في كهوف باريس الصناعية؟ نحن يا بنى في الكهوف الحقة الطبيعية. بل في كهوف المتعة الخليقة البريئة من لوثة عصركم هذا الذي استبيحت فيه الحرمات وهتكت المقدسات. وجاء فرويد وأضرابه بما شاءوا