/صفحة 405/
فزحزحت عنهم أو تجئنى منيتى *** بغبراء أو عرفاء تفرى الدفائنا
كأنى أراها الموت لا در درها *** إذا أمكنت أنيابها والبراثنا
وقلت لأخرى خلفها وبناتها *** حتوف تنقى مخ من كان واهنا
أخاليج وراداً على ذى محافل *** إذا نزعوا مدوا الدلا والشواطنا
أرصد له (العوص) وهم له عدو ـ وكان معه ابن عم زوجه وكانوا هم كثرة كاثرة، فلم تكن المعركة بواء. ولم يكن الحزم أن ينتظرهم يقتلونه. وإنما الرأى أن يولى ظهره. فليس يعيبه أن يهرب من قبيله. . لو أنهم كانوا اثنين أو ثلاثة أو أربعة أو ثمانية (اثنين مثلينا) أى مثليهم مرتين. إذن لوقف وثبت لهم. وزوجه مع هذا تلومه. إذ أضاع صاحبه ابن عمها ورجع إليها خائفا جائعا. . فهو يعتذر لها، داعيا على نفسه بعدم الأمن لو أنه كان غير معذر. لقد كان وما زال يجيب دعوة الداعى إذا دعاه. سواء أكان خلا موافقا أم مداهنا منافقا. . وهؤلاء العوص أنفسهم إن له معهم لتحاريب. فلقد طال ماكر عليهم وأكرههم إكراها على الجلاء من أرض كانوا يلتزمونها. . والعجاهن في أصل الوضع هو الرجل الذي يلزم المرأة المخطوبة. فإذا كر عليهم أجلاهم عنها. . ولكنه في هذه المرة رآهم وسمعهم كثيرين يتداعون فتنعرت عصافير رأسه من هذه الحمر المستنفرة. ولم ينتظر أن يدهموه كأنهم النحل الواكن في الخلية هاجه أمر فكان له طنين. لم ينتظر أن تصاب مقاتله وهو غير مداين أى غير مسبوق إذا جرى فالدينونة هنا كما في قوله تعالى "إن كنتم غير مدينين". أى غير مسبوقين أو مغلوبين وإن شده لذليق أى سريع فأرسله مثنيا قائلا لنفسه تزحزح أو يحين حينك. . فهو مشعوف النجاء كأنه ظليم نفر إذ رآى سوادا أو ظلاما مختلطا ماء قليل وحمأة وداجن. فتلك صورة ليست مما يألفه النعام في البرية فلما رآها ذيالك الظليم المسن (الهجف) ولى مسرعا ولم يعقب فتساقط ريشه (عفاؤه) وقد بدت معابن حسمه حين استدرج الفيفاء. . ولا يهولنك أزج زلوج هذرفى. . . إلى آخره. فكلها