/صفحة 394/
ومنها ظريقة الوأد، وهي دفن الضحية حية. وقد اتبعت هذه الطريقة عند شعوب كثيرد منها بعض قبائل العرب في الجاهلية وخاصة كندة وطيء وتميم.
ومنها كذلك طريقة إغراق الضحية في الأنهار المقدسة (كما جرت العادة عند فدماء المصريين) وطريقة خنقها، وطريقة سد فمها بالطين، وطرق تعذيبها بمختلف الوسائل، وطريقة إلقائها من شاهق، وطريقة انتحارها عن اختيار منها بترديتها من قمة عالية. . . وهلم جرا.
* * *
وأما المتقرب اليهم فيظهر من استقراء هذه العبادة عند مختلف الأمم وفي شتى الشرائع أنهم يرجعون إلى الطوائف الآتيه:
1ـ الآلهة على اختلاف أنواعها مع تفاوت بينها في مبلغ الحرص على هذه العبادة. وأشدها رغبة في القرابين النار عند المجوس والكواكب والأنهار عند عايديها.
2ـ القديسون والأولياء. وقد انتشر التقرب إليهم بالقرابين عند أمم كثيرة. ولا تزال العامة ببلاد الصعيد وغيرها من بلاد مصر ينذرون الضحايا ويقدمون الذبائح للأولياء ولا سيما السيد أحمد البدوى الذي تنذر له بالقرى المصرية عجول تسمى عجول السيد تربى بعناية لاغة، وينزلها الفلاحون منزلة تقرب من منزلة التقديس. فلا يمسها أحد بأذى، حتى لو أكلت من غير ملك صاحبها أو تسببت في الإضرار بآدمى، ويحجون بها إلى طنطا عند اقتراب مولد السيد البدوى ليذبحوها أمام ضريحه. وغنى عن البيان أن أعمالا كهذه لا تقرها شريعتنا الغراء.
3ـ أرواح الموتى. وقد انتشرت عادة التقرب الموتى بالضحايا ابتغاء مرضاتهم وخشية غضبهم على الأحياء عند طائفة كبيرة من الأمم الإنسانية قديمها وحيثها وبخاصة قدماء المصريين وقد تركت هذه العبادة رواسب كثيرة في