/صفحة 395/
تقاليد المصريين حيال موتاهم في العصر الحاضر.
* * *
هذا، وقد كان يعتقد قديما أن المتقرب إليهم يقيدون ماديا من الضحايا والقرابين: فقد ساد الاعتقاد عند بعض الأمم أن الآلهة تنتفع في غذائها بلحوم الأضاحى أو بلحوم بعض أعضائها. ولذلك يحرم عند هذه الأمم أكل الناس منها جميعا أو بعضها. واعتقد بعض الشعوب التي كانت تقدم الضحايا الإنسانية قربانا الآلهة والموتى أن المتقرب إليهم يتخذون من هذه الضحايا عبيدا وخدما يسخرونهم في قضاء حاجاتهم. ووصم بعض الأمم آلهتها بصفات القسوة وحب الدماء والتلذذ منظر إزهاق الروح. فكانوا يقدمون إليها الضحايا تهدئة لهذه الميول الدموية. اتقاء لشرها، وتأمينا على حياة الجماعات.
وقد قضى الإسلام على جميع هذى الأساطير والخرافات، وجعل التضحية مجرد مظهر من مظاهر تقوى الله وشركه وامتثال امره، وفرصة للإحسان إلى الفقراء والبرّ بالمساكين. وإلى هذا يشير القرآن الكريم إذ يقول: "فكلوا منها أطعموا البائس الفقير"(1)، وإذ يقول: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم"(2).

ـــــــــــــــــــــ
1-آية 28 من سورة الحج.
2-آية 27 من سورة الحج.