/صفحة 387/
فرق الشيعة دون تمييز بينهم، إذ يقرر أنهم لا يمكن أن يرضوا إلا بعودة الحكم والسلطان إليهم، فهم إذن لا يؤمن لهم، وعلى ولاة الأمر في مختلف البلاد الإسلامية أن يحذروهم لذلك، وأن يعرضوا عن علمهم وفقههم وكل ما قدموه للإسلام من ثقافة، وإلا تعر والأخذ الأمر من أيديهم.
والواقع أن الشيعة الذين تقرر دراسة مذهبهم في كلية الشريعة بين مناهج الفقه المقارن; هم فريقان: الإمامية الاثنا عشرية، والزيدية، وكلاهما لا ينطبق عليه هذا الكلام:
فأما الإمامية الاثنا عشرية; فهم يفرقون بين "الإمامة" كمنصب دينى، و"الخلافة" كمنصب دنيوى فيقولون إنه لا يلزم من تبوىء شخص منصب الخلافة أن يكون هو الإمام الدينى ولا يلزم أن يكون (الإمام) الدينى الذي هو الوصى عندهم هو الخليفة، بل يجوز أن تجتمع الخلافة والإمامة في شخص كما احتمعت في الإمام على رضى الله عنه على اصظلاحهم، وأن ينفرد شخص بالامة وشخص بالخلافة، كشأن أبى بكر أو عمر أو عثمان عندهم، فهم خلفاء وكان على يومئذ إماما فقط.
ولا تمنع مرتبة الإمامة صاحبها من معاونة الخليفة والطاعة والاخلاص وكذلك كان على بن أبى طالب رضى الله عنه مع الخلفاء قبله، وفي ذلك يقول الأستاذ العلامة الشيخ محمد صالح الحائرى المازندرانى من كبار علماء الشيعة الإمامية بسمنان في إيران:
"ليس من شرط الإمامة عند الإمامية تلبس الإمام المنصوص المعصوم فعلا بالخلافة، نعم يجب عند الإمامية أن يكون صالحا وأهلا لها، بل لا خلاف في ذلك عند الكل، ثم استحقاقه لها، وأولويته بها، فهو عند الإمامية، بل وعند جميع العقلاء، معنى لا يجب فيه عقلا وعادة وشرعا أن يكون قيام غيره بها ـ مع العدل والزهد والأمانة وحسن التدبير، سما مع طاعة الأمة له ـ غصب وعدوانا لإمكان