/صفحة 386/
الإسلام، من غير فرق بين مذهب ومذهب، حيث اتفقت على ذلك كلمة جميع المذاهب الإسلامية"(1).
انتهى كلام الشيخ مغنيه.
* * *
هذه أمثلة مما يقال اعتراضا على إدخال فقه الإمامية والزيدية بين مناهج الفقه المقارن في كلية الشريعة. ويتبين مما ذكرناه من الرد عليها أن الأمر يحتاج إلى تأمل من المعترضين، ودرس للمسائل قبل الإقدام على النقد، وما هذه المسائل إلا أمثلة يمكننا أن نسوق كثيراً منها، وأن نبين وجه الحق فيه، ولو لا خوف التطويل لأتينا على كل ما عسى أن يراود الخائفين.
* * *
وهناك موضوع آخر يتحدث به بعض الناس، وكثيراً ما يردده أعداء الإسلام من المستشرقين وغيرهم، أولئك الذين يريدون تخويف المسلمين بعضهم من بعض، فيجدون ـ مع الأسف ـ من يتقبل منهم ذلك ويروجه، وربما تقدم به إلى بعض الحاكمين ليخوفهم به.
يقول قائلهم:
"إن الشيعة نشأت على أيدى زعماء يرون أنهم أحق بالخلافة من الخلفاء القائمين، وأنه يجب أن يرجع إليهم حقهم، فكان لا بد أن يوقعوا في نفوسهم أن الأئمة القائمين أهل جور وفساد، وأن أتباعهم أتباع الباطل، بل هم كفرة مارقون، ولا بد من أن يؤخذ الأمر من أيديهم".
وظاهر من هذا أن القائل به يسلك مسلكا لا يتناسب وما يجب من مراعاة حق الأخوة الإسلامية، فهو يحاول أن يوغر صدور الناس حاكمين ومحكومين على
ـــــــــــــــــــــ
1-ص 289 من المجلد الثاني من مجلة (رسالة الإسلام).