/صفحة 383/
بأن اختلاف العلماة رحمة بالنص، وترفيه في حق الخلق فلو ألزم العمل بمذهب معين كان هذا نقمة وشدة" ا هـ.
2ـ وأما أن الإمامية يعتقدون نقص القرآن فمعاذ الله، وإنما هي روايات رويت في كتبهم كما روى مثلها في كتبنا، وأهل التحقيق من الفريقين قد زيفوها وبينوا بطلانها، وليس في الشيعة الإمامية أو الزيدية من يعتقد ذلك، كما أنه ليس في السنة من يعتقده.
ويستطيع من شاء أن يرجع إلى مثل كتاب "الإتقان للسيوطى السنى"(1) ليرى فيه أمثال هذه الروايات التي نضرب عنها صفحا.
وقد ألف أحد المصريين في سنة 1948 كتابا اسمه "الفرقان" حشاه بكثير من أمثال هذه الروايات السقيمة المدخولة المرفوضة، ناقلالها عن الكتب المصادر عند أهل السنة، وقد طلب الأزهر من الحكومة مصادرة هذا الكتاب بعد أن بين بالدليل والبحث العلمى أوجه البطلان والفساد فيه فاستجابت الحكومة لهذا الطلب وصادرت الكتاب، فرفع صاحبه دعوى يطلب فيها تعويضاً، فحكم القضاء الإدارى في مجلس الدولة برفضها.
أفيقال. إن أهل السنة ينكرون قداسة القرآن، أو يعتقدون نقص القرآن، لرواية رواها فلان، أو لكتاب ألفه فلان؟!.
فكذلك الشيعة الإمامية، إنّما هي روايات في بعض كتبهم كالروايات التي في بع كتبنا، وفي ذلك يقول الإمام العلام السعيد أبو الفضل بن الحسن الطبرسى، من كبار علماء الإمامية في القرن السادس الهجرى، في كتابه "مجمع البيان لعلوم القرآن"، وهو بصدد الكلام عن الروايات الضعيفة التي تزعم أن نقصا ما دخل القرآن ـ يقول هذا الإمام ما نصه: "روى جماعة من أصحابنا، وقوم من حشوية
ـــــــــــــــــــــ
1-انظر ص 30 من الجزء الثاني من كتاب الإتقان.