/صفحة 376/
الحقيقه.
ولذلك لم يكن بد من أن تستكمل "كلية الشريعة" هاتين الناحيتين.
* * *
ولم يغب عنا أن اتجاه عهد الإصلاح في الأزهر إلى استكمال هاتين الناحيتين; سوف لا يمر مراً خفيفاً بقريق من الناس لهم من ظروفهم الاجتماعية أو الفكرية ما يحعلهم يسارعون إلى المعارضة في كل مالم يألفوه، مع أنهم لو تدبروا الأمر منصفين لما وجدوا إلا الخير والصلاح.
ولذلك لم نعجب حين سمعنا أن من الناس من لا يرحب بإدخال فقه الشيعة في كلية الشريعة، وأن منهم من يقاوم إدخال الدراسات القانونية فيها.
بيد أننا نحب أن نكون صرحاء مع هؤلاء جميعا، فنذكر وجوه اعتراضاتهم، وما يدور في أذهانهم وتفصح عنه ألسنتهم، ثم نبين رأينا فيه:
* * *
1ـ فمثلا نرى بعض الناس يقول:
كيف تدخلون فقه الشيعة في الأزهر، مع أن هذا المذهب هو مذهب الذين يعتقدون أن جبريل إنّما بعث بالرسالة إلى علىّ فأخطأه ونزل بها على محمد، وأن عليا قد حل فيه جزء من الإله،
وهؤلاء نقول لهم:
إن كلمة: "الشيعة" تطلق على عشرات المذاهب التي تنسب إلى الإسلام حقاً أو باطلا، وبعض هذه المذاهب ضال منحرف عن الأصول الإسلامية، وبعضها مستمسك بما يجب الإيمان به، مثله في ذلك كمثل مذاهب السنة، وإن خالفهم في بعض الفروع الفقهية أو النظريات والمسائل التي هي من قبيل المعارف الكلامية.
والفريق الأول من المسمّين باسم الشيعة وهم لضالون المنحرفون، لا يعدون