/صفحة 377/
من أهل الإسلام وإن ادعوه; لأن العبرة في ثبوت الإسلام إنّما هي بالإيمان بأصول العقائد الإسلامية، وعدم إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وهؤلاء ليسوا كذلك وقد انقرضوا ولم يعد لهم أثر في العالم الإسلامي، ولو فرضنا أن لهم بقية في كهف من الكهوف أو طرف من الأطراف فليسوا منا وولسنا منهم، وهم كفار خارجون على ملة الإسلام. ملعونون من أهل السنة ومن الشيعة.
أما الشيعة الذين تقرر إدخال فقههم فهم:
1ـ الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، وقد لقبوا "بالإمامية"; لأنهم يقولون بأن إمامة على ثابتة بالنص، ولقبوا "بالاثنا عشرية"; لأنهم يسوقون الإمامة إلى اثنى عشر إماما، أولهم على بن أبى طالب، وآخرهم محمد بن الحسن العسكرى الملقب بالحجة.
وهم يسكنون إيران والعراق وسوريا ولبنان والباكستان والهند، وغيرها من البلاد العربية والإسلامية ويؤمنون بأصول الإسلام كلها، ولا يستطيع أحد من أهل القبلة أن يحكم بكفرهم، وكل ما بينهم وبين السنة من اختلاف; إنّما هو فيما وراء الأصول التي يجب الإيمان بها لتحقق مفهوم الإسلام، وينسب فقههم إلى أئمتهم من أهل البيت النبوى، واشتهر باسم الفقه الجعفرى نسبة إلى أحد هؤلاء الأئمة، وهو جعفر الصادق بن محمد الملقب بالباقر.
وهؤلاء الشيعة الإمامية يلعنون أهل المذاهب المنسوبة إلى لشيعة من الغلاة في شأن على، ويتبرءون منهم، ويحكمون بكفرهم ونجاستهم.
ولهم كتبهم في العقائد والفقه والأصول وأسرار الشريعة والأخلاق والتصوف، وعلوم اللغة العربية وغيرها، وقد نبغ منهم كثير من الفقهاء، وأهل الحديث والرواية، والأدباء، والأصوليين، والمتكلمين، وغيرهم، ولهم أثر واضح في العلوم الإسلامية في مختلف العصور.