/صفحة 360/
الاقتصاد الإسلامي
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ محمد أبو زهرة
أستاذ الشريعة الإسلامية في كلية الحقوق بجامعة القاهرة
ـ4ـ
مصادر الملكية وطرق الستغلالها:
16ـ قلنا إن كل الحقوق المكتسبة في الإسلام من عمل الشارع، والأسباب يتولاها العبد تحت سلطان الدولة وهي تتدخل لكيلا يبغى الناس بعضهم على بعض، ولا يكون ضرر ولا ضرار، والملكية حق من الحقوق التي أعطاها الشارع للعباد إذا اتخذوا الأسباب، أو توافرت الأسباب التي قررها الشارع، ولكن ما هذا الأسباب؟ ونقول في الجواب عن ذلك إن أسباب الملكية متعددة، ومع تعددها تتجه إلى تنمية الثروة. أو نفع عام في الجملة، ومن هذه الأسباب: العمل، وإحياء الموات، والزراعة، والاستيلاء على الأشياء المباحة، والصناعة، والتجارة، ومن الأسباب التي قررها الشارع لنقل المكية، الملكية بالخلافة، وهي الميراث.
العمل:
17ـ العمل هو أفضل طرق الكسب، وأزكاها وأنماها، وذلك لأن الثروة المستغلة فيها هي القوى الإنسانية وهي أفضل ثروة في هذا الوجود. لأن الإنسان أكرم من في هذا الوجود، فقد قال تعالى: "ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" فإذا كان الإنسان أفضل موجود على طهر الأرض، فالثروة الكامنة فيه هي أفضل ثروة، والكسب بها أفضل كسب.