/صفحة 359/
الأفكار الإصلاحية. ولا يزال أمامنا خطوات جديدة تحتاج إلى تعضيد فكرى كبير لنقدم للإسلام كل ما أخذناه على عاتقنا في القانون الأساسى.
* * *
أكتب هذا ولا تزال في خاطرى صورة أول اجتماع بدار التقريب ـ ولعله أيضا أول اجتماع من نوعه في الإسلام ـ جلس فيه علماء من السنة والشيعة حول مائدة واحدة، في هدوء العلماء المتضلعين، وفي وجوههم تصميم المجاهديد وقلبوا وجوه الرأى لعلاج داء التفرق، على هدى رسالة الإسلام والمبادىء الإسلامية، فكتبوا بعملهم هذا فصلا من فصول التاريخ الإسلامي المجيد.
وهكذا قدر الله لهم أن يكونوا من صانعى التاريخ، وقدر للمسلمين مرة أخرى أن يعيشوا في نشوة النداء الإلهى الكريم: "واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون".