/صفحة 36 /
متيقظاًلحدود الله، ولم يعفه من كراهية المنكر والنهى عنه، وأبى عليه أن يموت فلا يهتم بمنكر يؤتى وكأن الأمر لايعنيه. روى أبو سعيد الخدرى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من رأى منكم منكراًفليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" وقد كان الصحابة كذلك في عهدهم الأول. روى الحسن البصرى أن عائذ بن عمرو رضى الله عنه دخل على عبيد الله ابن زياد فقال: أى بنى إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن شر الرعا ء الحطمة، فإياك أن تكون منهم، فقال له اجلس، فإنما أنت نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: وهل كانت لهم نخالة، إنّما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم. مما تقدم يعلم ما يأتى:
(1)إن الحكم في المدينة الحديثة للأمثرية تحكم بمذاهبها ومبادئها.
(2) أن الإسلام وضع مبادىء ونظما تضمن العدل في المجتمع، وأنه وكل التنفيذ للحكام الذين يتجردون عن العصبية، والذين يقيمون حدودالله، وجعل حراساًعلى الحكام الأمة، وفي مقدمتهم أولوا الحل والعقد الذين يقومون المعوج، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ؟