/صفحة 35 /
الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون، ولوكانوا يؤمنون بالله والنبى وماأنزل ما اتخذوه أولياء ولكن كثيراًمنهم فاسقون" ثم قال: "كلا والله لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق إطرا ولتقصونه على الحق قصوا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم" لتأطرانه: أى لتعطنفه، ولتقصونه: أى لتحبسه. وعطفه وحبسه على الحق لايكون إلا بقوة ورهبة. وقد بين النبى صلى الله عليه وآله وسلم أن العقاب الذي يكون من ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لا يصيب الذين ظلموا خاصة، وضرب لذلك مثلا من أحسن الأمثال. وعن النعمان بن بشير رضى الله عنهماعن النبى صلى الله وعليه وآله وسلم قال: "مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقموا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا لو أنا خرقنا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعا". وقدكان النبى صلى الله عليه وآله وسلم يبايع أصحابه على أن السمع والطاعة، وعلى أن لا ينازعوا الأمر أهله، إلا أن يروا كفراًبواحا، وعلى أن يقولوا بالحق أينما كانوا. روى أبو الوعيد عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال: بايعنا رسولالله صليالله عليه وآله وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشطوالمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لاننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفراًبواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان، وعلى أن نقول بالحق أينماكنا لا نخاف في الله لومة لائم. وقد حرص الإسلام على يقظة الضمير الإنساني وحياته، وعلى أن يبقى دائماً