/صفحة 345/
الصادقين أن يلبوا دعوته، وهي دعوة القوة والشوكة "كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون، وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم، ويريد الله أن يحق الحق
بكلماته ويقطع دابر الكافرين.
وفي شأن الأسرى وفدائهم أو قتلهم "تقول" ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض، تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم، لو لا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم" وهكذا حلت سورة الأنفال المشاكل التي اعترضت المسلمين بمناستة غزوة بدر وقد انهزت هذه الحلول وتلك المشاكل فذكرتهم بنعمة الله عليهم في تلك الغزوة من الإمداد بقوى النصر واستجابة الدعاء "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين". "إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليريط على قلوبكم ويثبت به الأقدام" إذ يوحى ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق وأضربوا منهم كل بنان".
وكما تذكرهم السورة بنعم الله عليهم في الغزوة، تذكرهم بسابق نعمه عليهم قبلها حينما آواهم وأيدهم بنصره ورزقهم من الطيبات بعد أن كانوا مستضعفين في الأرض، وحين مكر الكفار برسولهم ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه. "واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون "وإذ يمكر بك الذين كفرا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
وكما تذكرهم السورة بنعم الله عليهم في الغزوة وفيما قبلها تذكرهم أيضاً بحالة أعدائهم الذين آثروا الكفر والعناد على الإيمان والطاعة، فانطمست قلوبهم عن الحق، وانقلبوا على أنفسهم يلتمسون العذاب إن كان ما يدعوهم إليه