/صفحة 346/
محمد، هو الحق من عند الله "وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم". ثم تؤكد لهم أن أعداءهم مهما
أنقفوا من أموال فستكون عاقبتها الدمار والنكال "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينققونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون".
وقد انتهزت السورة أيضاً فرصة هذه الغزوة فأرشدت المسلمين إلى جملة من المبادىء لو تمسكوا بها وحافظوا علها حالفهم النصر وصاحبهم التوفيق. وفي هذا الجانب بينت السبب الذي يبح الحرب، والغاية التي تنتهى عندها "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم، نعم المولى ونعم النصير" وأمرت بإعداد العدة ضمانا للسلم وإرهابا للأعداء "وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخليل برهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون:
وقررت إيثار السلم على الحرب متى وجد السبيل إليه "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم، وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين" وأمرت بالمحافظة على العهود وباعلان النبذ عند إرادته. كما أمرت بطاعة الرؤساء والقواد، والاحتفاظ بأسرار الدولة والثبات في الحرب، واقرأ في كل ذلك "يأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جنهم وبئس المصير" "يأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون واعلموا إنّما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم". "يأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم فلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين".