/صفحة 322 /
الكبرى)(1). هذا الحديث يؤيد جميع ما اعتقده الجمهور. وغير ذلك من الأحاديث التي تدل على أنه صلى الله عليه وآله وسلم ركب دابة موسومة بالبراق وطاف السموات السبع ورأى الجنة والنار والمتنعمين والمعذبين فيها. كثيرة لا تقتضي هذه العجالة ذكرها. وبأن أم المؤمنين لم تكن وقت الإسراء في بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل كانت في بيت الصديق رضي الله عنهما وإن كانت في حبالة النبي لأن زفافها كان بعد الهجرة، والإسراء والمعراج كان قبل الهجرة. ومع الإغماض عن هذا، كان في ذاك الوقت لأم المؤمنين أقل من تسع سنين وتحمل شهادة هذه الواقعات بعيد منها. وبأن أخبار الآحاد ما دامت مخالفة للقرآن تضرب على الجدار.
الجهة الثالثة:
في ذكر آيات الإسراء. آيات الإسراء مذكورة في سورة الإسراء وفي سورة النجم وفي سورة الزخرف على ما علمت ولعلها في سورة أخرى لم أقف عليها.
قال تعالى في سورة الإسراء (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المجسد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) وتقريب الاستدلال بهذه الآية على رأى الجمهور أوضح من أن يبين لأن الإسراء لغة السير بالليل ويكون بالجسد والروح وكلمة العبد تطلق على الإنسان الحي واجد الجسم والروح معاً وتعيين مبدأ السير ومنتهاه في هذه الآية يدل على السير بالجسم والبركات الممدوحة حول المسجد الأقصى مما يعرف بالرؤية حالة اليقظة من أصناف النعم الموجودة.
وقال تعالى في سورة النجم: (ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحي إلى عبده ما أو حي ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشي السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى).
ــــــــــ
(1) مجمع البيان سورة النجم.