/صفحة 315/
وهو في رثائه الحسين عليه السلام ما يبرح يندد ببني أمية ويقذفهم بعبارات التهديد والإيعاد:
دفائن تبدو عن قليل وتظهر فقل لبني حرب وفي القلب منهم
بأن الذي أسلفتم ليس يذكر ظننتم، وبعض الظن عجز وغفلة
مجاري دم للفاطميين تهدر وهيهات تأبى الخيل والبيض والقنا
ولكنها الأقدار في القوم تقدر ولستم سواء والذين غلبتم
فقد نال ما نال كسرى وقيصر وإن نلتموها دولة عجز فيه
ويدعو عليهم في قصيدة أخرى:
ولا رفعت لكم أيد سياطا فلا حديت بكم أبداً ركاب
ولا ازددتم به إلا انحطاطا ولا رفع الزمان لكم أديماً
ولا الفت قلوبكم اغتباطا ولا عرفت رءوسكم أرتفاعا
ولا جزتم هنا لكم الصراطا ولا غفر الله لكم ذنوبا
ويفخر عليهم في قوله:
من النسب الداني مرائر تحصف(1) فقل لبني حرب وإن كان بيننا
وأنتم بلا نهج إلى الحق يعرف أفي الحق أنا مخرجوكم إلى الهدى
ضياء وليل الكفر فيهن مسدف وإنا شببنا في عراص دياركم
بنا فوق هامات الأعزة مشرف وإنا رفعناكم فأشرف منكم
لها سحب ظلماؤها لا تكشف وها أنتم ترموننا بجنادل
قتيل صريع أو شريد مخوف لنا منكم في كل يوم وليلة
سمان من الأموال إذ نحن شسف فخرتم بما ملكتموه وأ، تم
قميص موشىً أو راداء مفوف وما الفخر يا من يجهل الفخر للفتى
ـملائك أو ما قد حوى منه مصحف وما فخرنا إلا الذي هبطت به الـ
* * *
هذه هي أهم المعالم البارزة في شعر الشريف المرتضى، وهي أصدق شعره
ــــــــــ
(1) المرائر: الجبال. تحصف: تفتل. كناية عن القرابة الوثيقة.