/صفحة 283/
ثم هناك المجموعة التي فاتحتها (طسم) وهي ثلاث سور على أن إحداها مفتتحها (طس) وهي من أواخر سور العهد المكي. فإذا سرنا مع رأى ابن عباس كان تأويل افتتاحات هذه المجموعة أنها أسماء لله تعالى فيرمز بالحرف (طا) إلى اسم اللطيف، فإن الطاء هو الحرف الوسط لكلمة (اللطيف) و(سين وميم) يشيران إلى اسمه تعالى (السميع) فإن (سين) هو الحرف الأول لهذه الكلمة و(ميم) هو الحرف المتوسط. وقد نقل لنا هذا الرأي ابن جرير في تفسيره.
وإذا اعتمدنا في التأويل على موضوع هذه السور الثلاث ظهر لنا أن اللون الغالب عليها هو قصة موسى فلذا نستطيع أي نجترئ ونقول:
إن (طس ـ طا، سين) إشارة إلى طور سينا وهو الجبل الذي تقلى عليه موسى الوحي و(ميم) إشارة إلى موسى وعلى هذا يكون كل ذلك تلميحاً إلى مشابهة الوحي الذي نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالوحي الذي كان نزل على موسى على جبل سينا.
وفي الحق ان هذه المشابهة قد أكدت خاصة في سورة القصص وهي السورة الأخيرة من هذه المجموعة. وذلك في قوله تعالى: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين).
وإن أكبر عدد من الافتتاحات إنّما كان سورة (مريم) وفي سورة (الشورى) وحروف سورة (مريم) تشير إلى صفات الله تعالى (فكاف) اشارة إلى (كبير) أو إشارة إلى (الكافي) و(ها) إلى (هادي) و(يا) إلى (يمين أي منعم) و(عين) إلى (عالم) و(ص) إلى (صادق).
أما في سورة (الشورى) فالجزء الأول منها وهو (حم) إشارة إلى ما تقدم من معنى هذه الاحرف في السورة السابقة، والجزء الثاني (عين، سين، قاف) تشير إلى وصفه تعالى بأنه (عالم، سميع، قادر).
وهناك سور ـ فضلا عن سورة (ن) كان افتتاحها حرفاً واحداً وهي (ق)