/صفحة 282 /
أو (الر) ولكن مجموعة (الم) منها أربع سور نزلت في العهد المكي واثنتان في العهد المدني، هما (البقرة وآل عمران).
ثم يقول:
أما من حيث تأويل (الم) فان خير التأويلات في نظرنا هو ما ذهب إليه ابن عباس وغيره من جمهور المفسرين القدامى.
ذلك هو أن معناها (أنا الله عالم) (فالألف) هو أول حرف كلمة (أنا) و(اللام) هو وسط كلمة (الله) ثم (ميم) هو الحرف الأخير لكلمة (عالم).
وفي هذه الكلمات إشارة إلى التنبؤات بانتصار الإسلام فإن السور الأربع لمكية من هذه المجموعة مع السورة السابقة (آلمص) تشير إلى مبدً التنبؤ ثم في السورتين المدنيتين من هذه المجموعة وهما (البقرة وآل عمران) إشارة إلى كمال تلك التنبؤات بالانتصار فإنه منذ الهجرة ـ وهي بدء العهد المدني ـ أخذت الانتصارات تتوالي وشمس الإسلام تشرق.
وإن مجموعة (آلمر) تنتسب في تاريخ نزولها إلى أخريات العهد المكي الذي بلغت فيه مسارضة المشركين وخصوماتهم للرسول مبلغاً ليس بعده حد ففي هذه الحال تشير (الم) من (الر) إلى ما أشارت إليه في الافتتاحات السابقة.
أما (ر) فهو إما من الفعل (أرى) أي أنا الله أرى كل شيء يصنع معك وأطلع على كل أفعال خصومك.
وإما أنه من الكلمة (راء) اسم فاعل من (أرى) كما في خطابه تعالى لموسى وهارون (إنني معكما أسمع وأرى) سأنزل من العقاب بأعدائك ما يستحقون.
أما (حم) وهي فاتحة لسبع سور فقد نزلت في الايام الاخيرة من متوسط العهد المكي حيث ذاق الرسول الأمرين من اضطهادات المشركين وإيذائهم فهي تدل ـ كما نقل عن ابن عباس ـ على صفتين من صفات الله تعالى عرف بهما وهما (الرحمن الرحيم) يشير بذلك إلى أنه على رغم من إيذائهما وسوء أفعالهما فان الله في معاملتهم رحيم.