/صفحة 281/
فالكلمة التي افتتحت بها هذه السورة هي الحرف (ن) غير أن لهذا الحرف معنيين في اللغة وهما الدواة والحوت وكلا المعنيين ذهب إليه القدماء من المفسرين مثل الحسن وقتادة وابن عباس إلا أن السياق وذكر القلم بعد (ن) مما يساعد على تفضيل الرأي القائل بأن المراد من ذلك الحرف إنّما هو الدواة.
من ذلك نستطيع أن نصل بسهولة إلى النتيجة الآتية وهي أن بقية الحروف قد استعملت للدلالة على كلمات من مدلولاتها.
هذا وإن بعض المفسرين ذهب إلى أن هذه الحروف المقطعة هي أسماء للسور التي افتتحت بها من غير أن ينفوا أن لها مع ذلك مغزى وفحوى ودلالات أخرى فإن الرمز بها إلى أسماء السور نفسها هو نوع من الفحوى والاشارة فلا تناقض.
مثال ذلك سورة (طه) وسورة (يس) بينما هما اسمان لسورتين إذا بهما يدلان على معنى آخر مشترك فمعنى (طه) يا رجل كما هو في بعض اللهجات. ومعنى (يس) يا إنسان ويكون الحرف (يا) حينئذ أداة نداء (وسين) اختصاراً من كلمة (إنسان) بمعنى رجل.
والقائل بهذا الرأي هو متبع فيه لابن عباس وغيره ممن تروى عنه التفاسير المأثورة كمجاهد وقتادة وربما كان ابن جرير الطبري أقدم من نقل ذلك في تفسيره وأشار إليه ثم تبعه جمهرة المفسرين.
ثم يقول العلامة تفسير تلك الحروف في نظرنا.
هناك حروف أخرى جاءت في الفواتح لها تأويلات قال بها ابن عباس وغيره من قدامى المفسرين مثال ذلك.
(الم ـ ألف لام ميم) و(حَم، حاء. ميم) كل منهما افتتاح لست سور أو سبع إذا أضفنا حرفا واحدا عليها وكذا (الر ـ ألف لام را) افتتاح لخمس سور أن لست إذا أضفنا حرفا.
ومما هو جدير بالملاحظة أن مجموعة السور التي اتحدت في حروف افتتاحها قد اتحدت أيضاً في عصر نزولها كما هو الشأن في المجموعة التي مفتتحها (حم)