/صفحة 274/
أي وصل. وفضضناه؛ أي فتحناه. وفهمنا ما فيه؛ أي علمناه. فأدّب كاتبك؛ أي اصفعه. واصرفه؛ أي اعزله. واستبدل به؛ أي غيّره. فإنه مائق: أي أحمق. والسلام؛ أي قد انتهى الكتاب !!
وكتب بعض عمال طاهر بن الحسين إليه كتاباً جاء فيه: وقد وجهت إلى الأمير بثوب ديباج أحمر، أحمر، أحمر !!
فكتب إليه طاهر: قد قرأت كتابك فعلمت: أنك أحمق، أحمق، أحمق، فأقدم، أقدم، أقدم والسلام.
معنى الذكاء:
قال ابن الأنباري: قولهم؛ فلان ذكي؛ معناه؛ كامل الفطنة ثابتها؛ من قول العرب: ذكت النار تذكو: إذا زاد وقودها.
ووصف رجل غصن الدولة، فقال: له وجه فيه ألف عين، وفم فيه ألف لسان، وصدر فيه ألف قلب !! ووصف سهل بن هارون رجلا، فقال: ما رأيت رجلا أكثر فهما لجليل، ولا احسن تفهما لدقيق منه !!
بيت الشِّعر وبيت الشعَر:
جعل بيت الشعِّر مثال بيت الشَّعَر؛ لأن البيت من الشّعَر لا يقوم إلا بالاسباب، وهي الأطناب والأوتاد التي تضرب في الأرض، فيقوم عليها البيت.
وإنما مثلوا بذلك؛ لأن في الشعر حروفاً مضطربة يطرا عليها الزحاف، فسميت أسباباً لاضطرابها؛ تشبيهاً بأسباب البيت من الشَّعَر، وفيه حروف ثابتة لا يطرأ عليها الزحاف، فسميت أوتاداً لثابتها.
والى ما قصده الخليل في هذا التمثيل، أشار أبو العلاء بقوله:
والحسن يَظهر في شيئين رونقهُ بيتٍ من الشعر أو بيت من الشَّعَر
وفسّر الناس هذا البيت: بأن الشعر يحتوي على المعاني، كاحتواء بيت الشَّعَر على الصور.