/صفحة 273/
ويقول بشار: لقد عشت في زمان، وأدركت أقواماً لو اختلفت الدنيا ما تجملت إلا بهم، وأنا الآن في زمان ما أرى فيه عاقلا حصيفاً، ولا فاتكا ظريفاً، ولا ناسكا عفيفاً، ولا جواداً شريفاً، ولا خادماً نظيفاً ولا جليسا خفيفا، ولا من يساوي على الخبرة رغيفاً ثم أنشد:
فما الناس بالناس الذين عرفتهم ولا الدار بالدار التي كنت تعرف
عى البليغ:
سئل أحمد بن أبي دواد:؛ متى يكون البليغ عَيّيا ؟
قال: إذا سأل ما يتمناه، وشكا حبه إلى من يهواه، ثم أنشد:
بليغ إذا يشكو إلى غيرها الهوى وإن هو لاقاها فغير بليغ
وقال آخر في هذا المعنى:
قالت عييت عن الشكوى فقلت لها جهد الشكاية أن أعيا عن الكلم
وقال آخر:
وكم من حديث قد خبأناه للقا فلما التقينا صرت أخرس أبكما
وقال آخر:
عِىٌّ المحب لدى الحبيب بلاغة ولربما قتل المحبَّ لسانُه
وقام رجل إلى محمد بن عبد الملك الزيات، فقال: إني مظلومك.
فقال ابن الزيات: هذا كلام يحتاج إلى شهود وبينة، وأشياء غير ذلك !!
فقال الرجل: اصلحك الله !! الشهود هم البينة، والبينة هي الشهود.
وأما " أشياء غير ذلك" فحصر وعىّ، وزيادة هي نقص في القيام بحجتك.
فضحك منه ابن الزيات، وكشف ظلامته.
العى الفاضح:
كتب بعضهم إلى أحد الأمراء: اعلم أيها الأمير ـ أعزه الله ـ أن سلنندبين؛ أي مركبين قد صفقا؛ أي اغرقا. فهلك من فيهما: أي تلفوا !! فكتب إليه الأمير: كتاباً على شاكلة كتابه يستخف به!؛ ورد كتابك؛