/صفحة 272/
وإذا العناية لا حظتك عيونها نم فالمخاوفُ كلهن أمان
واصطد بها العنقاء فهي حبائل واقتد بها الجوزاء فهي عنان
ذو الرياستين:
هو الفضل بن سهل وزير المأمون وعم بوران زوجته.
سمى بذلك لأنه كان يتقلد سيفين: أحدهما أحمر الجفر مكتوب عليه: رياسة الحرب. والآخر أسود الجفر مكتوب عليه: رياسة التدبير.
أما بعد:
قيل: هي فصل الخطاب الذي أوتيه سيدنا داود ـ عليه السلام ـ ! في قوله ـ تعالى: " وآتيناه الحكمة وفصلَ الخطاب" وأنه أول من قالها.
وقالت العرب: إن أول من قالها قُسّ بن ساعدة الأيادي.
لا تستعمل النحو بين العامة:
قال بعض الحذاق: إياك والنحو بين العامة، فإنه كاللحن بين الخاصة.
وما أحسن قول عمرو بن العلاء في مثل هذا المعنى:
لعمرك ما اللحن من شيمتي ولا أنا عن خطأ ألحنُ
ولكنني قد قسمت الكلام أخاطب كلا بما يحسن
ذهاب الناس:
قيل لسعيد بن المسيب ـ وكان في عينه ماء ـ ألا تقدح عينك ؟
فقال: حتى أنظر بهما إلى من ؟!!
وقال أبو العيناء معتذراً عن عماه:
قالوا العمي منظر قبيح قلت فقدي لكم يَهُون
والله ما في الأنام خير تأسي على فقده العيون
ومر أبو العيناء ببعض السكك، فحبسه إنسان يريد العبث به، فقال له أبو العيناء من أنت ؟ قال ابن آدم. فأقبل عليه أبو العيناء يسلم سلام مستوحش ! وقال: عجب والله !! ما ظننت إلا أن هذا النسل قد انقطع!!