/صفحة 262/
ذكرين: القاسم وعبد الله، وهما الطيب والطاهر، ماتا صغيرين، كما رزق منها أربع بنات: زينب وأم كلثوم ورقية وفاطمة، أسلمن وتزوجن وتوفين في حياته ما عدا فاطمة، وولدت له مارية القبطية إبراهيم، وقد اختاره الله، وله من العمر سنة وعشرة أشهر وثمانية أيام، فانحصر نسل الرسول بفاطمة وولديها من علي، الحسن والحسين، فهم أهله الذين ضمهم وإياه " كساء" واحد وبيت واحد.
وقد كان هؤلاء الأربعة عليهم السلام بعد الرسول صلى الله عليه وسلم سلوة وعزاء للمسلمين عن فقد نبيهم، وأن عظم الخطب، لأن البيت الذي كان يأويه ما زال مأهولا بمن يجب عامراً بأهله وأبنائه، وماتت فاطمة بعد أبيها بـ 72 يوماً، فبقي بيت النبي مزيناً ومضيئاً بعلي والحسن والحسين، ثم قتل علي، فظل الحسنان، وكان حب المسلمين لهما لا يعادله شيء إلا الحب والإخلاص لنبيهم الكريم، لأنهما البقية الباقية من نسله وأهل بيته، وبعد أن ذهب الحسن إلى ربه لم يبق من أهل البيت إلا الحسين، فتمثلوا جميعاً في شخصه، فكان حب المسلمين له حباً لأهل البيت أجمعين، للنبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين، تماماً كما لو كان لك خمسة أولاد أعزاء، وفقدت منهم أربعة وبقي واحد، فإنه يأخذ سهم الجميع، وتوازي منزلته من قلبك منزلة الخمسة مجتمعين. وبهذا نجد تفسير قول سيدة الطف زينب، وهي تندب أخاها الحسين يوم العاشر من المحرم: " اليوم مات جدي رسول الله، اليوم ماتت أمي فاطمة، اليوم قتل أبي علي، اليوم سم أخي الحسن" .
ونجد تفسير ما قاله الإمام الشهيد لجيش يزيد حين صمموا على قتله: " فو الله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم" . وإذا أقفل بيت الرسول بقتل ولده الحسين، ولم يبق من أهله أحد، كان، والحال هذه استشهاده استشهاداً لأهل البيت جميعاً، واحياء ذكراه احياء لذكرى الجميع.
2 ـ إن وقعة الطف كانت وما زالت أبرز وأظهر مأساة عرفها التاريخ على الإطلاق، فلم تكن حرباً وقتالا بالمعنى المعروف للحرب والقتال، وإنما كانت مجزرة دامية لآل الرسول كباراً وصغاراً، فلقد أحاطت بهم كثرة غاشمة باغية من كل جانب، ومنعوا عنهم الطعام والشراب أياماً، وحين أشرف