/صفحة 261/
الشيعة ويوم عاشوراء
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد جواد مغنية
رئيس المحكمة الشرعية الجعفرية العليا ببيروت
ــــ
حاولت في كلمتي هذه أن أجيب عن سؤال وجهه اليّ اكثر من واحد، وهو يجول في أفكار الكثيرين، وهذا هو:
لماذا يهتم الشيعة الإمامية هذا الاهتمام البالغ بذكرى الإمام الحسين، ويعلنون عليه الحداد، ويقيمون له التعازي عشرة أيام متوالية من كل عام ؟ ! هل الحسين أعظم وأكرم على الناس من جده محمد وأبيه علي ؟ ! وإذا كان الإمام الحسين إماماً فإن جده خاتم الرسل والأنبياء، وأباه سيد الأئمة والأوصياء ؟! لماذا لا يحيي الشيعة ذكرى النبي والوصي، كما يفعلون ويذكرون الشهيد؟!
الجواب: إن الشيعة لا يفضلون أحداً على الرسول الأعظم. إنه أشرف الخلق دون استثناء، ويفضلون علياً على الناس باستثناء الرسول، فقد ثبت عندهم أن علياً قال مفاخراً: " أنا خاصف النعل" أي مصلح حذاء الرسول.
وقال: " كنا إذا حمى الوطيس لذنا برسول الله" أجل، أجل أن الشيعة الإمامية يعتقدون أن محمداً لا يوازيه عند الله ملك مقرب ولا نبي مرسل، وأن علياً خليفته من بعده وخير أهله وصحبه، وإقامة عزاء الحسين في كل عام مظهر لهذه العقيدة وعمل مجسم لها. وتتضح هذه الحقيقة بعد معرفة الأسرار التالية.
1 ـ تزوج الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، وهو ابن 25 سنة، وقبض، وله 63 سنة، وبقي بعد خديجة دون نساء واحدة، ثم تزوج الكثيرات حتى جمع في آن واحد بين تسع، وامتدت حياته الزوجية 37 عاماً ورزق من خديجة