/صفحة 25 /
أكثر من الطلب فترخص الأسعار، وذلك ما لاتريد.
وإن تثبيت أقدام هذا النظام الذي يجعل رأس المال حاكما، ومتحكما-كان بعمل اليهود، فهم الذين نشروا نظمه، ووسعوا نطاقه، وأقاموا دعائمه، وسنبين ذلك واضحاً عند الكلام في نظام الفائدة.
4ـ وفي مقابل النظام الفردى الذي يُطْلق سلطان الفراد في الثروات حتى كأنه منقطع عن جماعته: النظام الشيوعى، وقد انبثق بِفْورَة عنيفة تحت تأثير مظالم النظام الأول، وانقطاع الصلات الأدبية التي تربط مابين الناس، وقد قام النظام الشيوعى على أساس سلب الآحاد قوة السلطان على المادة وجعلها تحت سلطان الجماعة، هي التي تدبر أمر الاستغلال بكل الوسائل المختلفة، سوائأكانت الدولة هي التي تتولى استغلال الأموال بنفسها، أم كانت تتولاه بمؤسسات تحت سلطانها، وإن طبيعة ذلك النظام أن يمنع تحكم القُوَى المالية، وأن يكون لكل إنسان بقدر عمله، ولا متسع لمن لا يعمل، ولذلك لم يعتبر رأس المال عاملا بنفسه، وماتت نظرية الربا في النظام الشيوعى أو اختفت ابتداء، لأنه وليد تحكم رأس المالى في قوة العمل، فلا يبقى بعد زوال قوة رأس المال. ولكن تفاوت نتائج الأعمال وثمراتها، وزيادة الأجور بمقدار زيادة التبعات، مع تفاوت النفقات الشخصية، أو جد مدخرات للأشخاص لم تمانع الدولة في اكتنازها واستغلالها بنظام الفائدة، فحرق النظام من جانبه بوجوده القوة الاستغلالية في أيدى بعض الأفراد، ووجود اأس مال يَعْمَل من غير جهد من صاحبه، ولاتعرض للكسب والخسارة.
5ـ وبين النظامين اللذين اجتذبا الحبل الاقتصادى نظام سموه نظاماً اشتركياً، فهو لا يطلق إرادة الشخص من غير قيود، وهو لا يمنعها منعاًمطلقا، بل هو بين هؤلاء وهؤلاء، يمنح الملكية للأموال المغلة، ولكنه يو جه طرق استغلالها