/صفحة 178/
أحدهم: قاض لا تاخذه في الله لومة لائم.
والثاني: صاحب شرطة ينصف الضعيف من القوى.
والثالث: صاحب خراج يستقصى ولا يظلم الرعية، فإني غني عن ظلمهم.
ثم عض على إصبعه السبابة ثلاث مرات؛ يقول في كل مرة آه. آه !!
قيل: من هو يا أمير المؤمنين ؟
قال: صاحب بريد يكتب لي بخبر هؤلاء على الصحة.
الخصاء والروم:
قال الجاحظ: كل خصاء في الدنيا فإنما أصله من قبل الروم، ومن العجب أنهم نصارى وهم يدعون من الرأفة والرحمة، ورقة القلب والكبد ما لا يدعيه أحد من جميع الأصناف. وحسبك بالخصاء مُثْلة !! وحسبك بصنيع الخاصي قسوة !!.
وقد ذكروا: أن عثمان بن مظعون استأذن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في السياحة؛ فقال: " سياحة أمتي الجماعة ".
واستأذنه في الخصاء، فقال: " خصاء أمتي الصوم، والصوم وِجاء "(1).
بيئة الأنبياء:
لم يبعث الله نبياً قط من الأعراب ولا من الفدادين أهل الوبر. وإنما يبعثهم من أهل القرى، وسكان المدن.
نصيحة في الجدل:
يجب على المرء إن يتجنب الجدال في المواضع التي يكثر فيها التعصب لخصمه؛ فإنه لا يعدم فيها أحد شيئين. إما الغيظ فتقصر قريحته، وإما الحصر فيعيا بحجته.
ويجب عليه ألا يستصغر خصمه، ولا يتهاون به، وإن كان صغير المحل في الجدل؛ فقد يجوز أن يقع لمن لا يؤبه له الخاطر الذي لا يقع لمن هو فوقه في الصناعة.
وقد أوصى القدماء بالاحتراس من العدو، وألا يُستصغر منه صغير، والخصم عدو لأنه يجاهدك بلسانه، وهو أقطع سيفيْه كما قال أزدشير:

ــــــــــ
(1) اوجاء: نوع من الخصاء.