/صفحة 179/
وقد قال حسان:
لساني وسيفي صارمان كلاهما ويبلغ ما لا يبلغ السيف مذوْدى
قوة حجج ابن عباس:
قال أصحاب النخيلة الخوارج لابن عباسِ: إذا كان " عليٌّ " على حق لم يشكك فيه وحَكَّم مضطرا، فما باله حين ظفر لم يَسْب ؟! فقال ابن عباس: قد سمعتم الجواب في التحكيم، فأما قولكم في السباء، أفكنتم سَابِين أمكم " عائشة " ؟! فوضعوا أصابعهم في آذانهم، وقالوا: أمسك عنا غَرْب لسانك يا ابن عباس !! فإنه طُلَق ذُلق غوّاص على موضع الحجة !!.
حسن الظن بالله:
التقي الحسن البصري والفرزدق في جنازة، فقال الفرزدق للحسن: أتدري ما يقول الناس يا أبا سعيد ؟ قال: وما يقولون ؟ قال: يقولون: اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشر الناس !! فقال الحسن: كلا لست بخيرهم، ولست بشرهم، ولكن ما أعددت لهذا اليوم ؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ ستين سنة وخمس نجائب لا يدركن ـ يعني الصلوات الخمس ـ.
وقد زعم بعض التميمية: أن الفرزدق رؤى في النوم، فقيل له: ما صنع ربك بك ؟ قال: غفر لي ! قيل: باي شيء ؟ قال بالكلمة التي نازعني فيها الحسن.
لم يكذب قط:
يقال: إن رِبعي بن خِراش الكوفي العبسي لم يكذب قط، وكان له ابنان عاصيان زمن الحجاج، فقيل للحجاج: إن أباهما لا يكذب قط. لو أرسلت إليه فسألته عنهما. فأرسل إليه، فقال له: أين ابناك ؟ قال: هما في البيت. فقال الحجاج: قد عفونا عنهما لصدقك. وكان ربعي آلي ألا تفتر أسنانه بالضحك حتى يعلم أين مصيره ! فما ضحك إلا بعد موته: رؤى ثغره مفترا على الغُسل ! وكان له أخ حلف ألا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أم في النار. قال غاسله: إنه لم يزل مبتسما على سريره ونحن نغسله حتى فرغنا منه !.