/صفحة 177/
ثم نزلت سورة " هود " وفيها: " باسم الله مَجْريهَا ومُرساها " فكتب: " باسم الله ". ثم نزلت سورة بني إسرائيل، وفيها: " قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن " فكتب " باسم الله الرحمن ".
ثم نزلت سورة النمل، وفيها: " إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم " فكتبها. وكان زيد بن ثابت يكره أن يكتب " بسم الله " ليس فيها سين.
وكان إذا رآها بغير سين مسحها.
وروى أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ضرب عمرو بن العاص لما كتب إليه بغير سين.
فقيل له: فيم ضربك ؟.
قال: ضربني في سين.
الحديث أولى من أقوال الأئمة:
كان أبو القاسم الداركي الفقيه الشافعي، ربما أفتى على خلاف مذهب الإمامين أبي حنيفة والشافعي.
فيقال له في ذلك؛ فيقول: ويحكم ! حدث فلان عن فلان عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بكذا وكذا، والأخذ بالحديث أولى من الأخذ بقول الإمامين.
إبطال تدجيل:
روى ابن أبي الحارث: أن قسًّا راهن على أن الصليب الذي في عنقه من خشب لا يحترق؛ لأنه من العود الذي كان المسيح ـ عليه السلام ـ قد صلب عليه؛ وقد كان يفتن بذلك ناسا من غير أهل النظر. ففطن له بعض المتكلمين، فأتاهم بقطعة عود تكون بمدينة " كرمان " فكانت أبقى على النار من صليبه !.
أركان الملك:
روى الطرطوشي في سراج الملوك: أن المنصور العباسي قال: ما كان أحوجني أن يكون على بابي أربعة لا يكون على بابي أعف منهم. قيل: من هم يا أمير المؤمنين ؟ قال: هم أركان الملك؛ لا يصلح الملك إلا بهم، كما أن السرير لا يصلح إلا بأربع قوائم، فإن نقصت قائمة واحدة عابه ذلك.