/صفحة 123/
ومن العامل المجد أجره، وتركز المادة في بضعة من الرجال القائمين بالحكم تحت ستار زائف هو ستار " العدالة الاجتماعية ".
فليحذر من يشق غبار هؤلاء وهؤلاء، كما تحذر طوائف أخرى ليسوا عنا ببعيد اتخذوا دينهم صوراً ورسوما بها يلهون ويلعبون: ينتهزون لها الأعياد والمواسم والاحتفالات التي خلعوا عليها اسم الاحتفالات الدينية، والحلقات التي خلعوا عليها اسم حلقات الذكر، والمواكب التي يسيرون بها في الطرقات وقد أحاطت بهم الشياطين من كل الجهات، وخلعوا عليها اسم موكب الخليفة. فليعتبر هؤلاء كما يعتبر هذا الفريق الثالث الذين يقيمون حفلات الملاهي باسم أعمال الخير التي يدعو اليها الدين. كل هؤلاء يصدق عليهم من قريب أو بعيد " اتخذوا دينهم لهوا ولعبا ".
بعد هذا يسمعون الحكم الإلهي العادل " فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون ": جحدوا آيات الكون فلم تتفتح لها عيونهم ولم تشتغل بها أفكارهم، ولم تتجه اليها قلوبهم، وجحدوا آيات التشريع فلم يسمعوا لها " وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه " وأعرضوا عن حكم الله، وإرشاد الله، وأخلاق الله، وبذلك نسوا لقاء يومهم هذا؛ فوقعوا فيما وقعوا فيه، وحقت عليهم الكلمة، وباءوا بالخسران المبين.
* * *
وبعد هذه المشاهد يأتي قوله تعالى: " ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون، هل ينظرون إلا تأويله، يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل. قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نُردُّ فنعمل غير الذي كنا نعمل، قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ".
تأتي هذه الآية فتقطع أعذارهم وتبطل حججهم وتبين أنهم هم الذين جنوا على أنفسهم، فقد بيّنا لهم، وفصلنا في كتبنا وعلى ألسنة رسلنا ما نعلم أنه سبيل سعادتهم،