/صفحة 121 /
الجغرافية لكل من الجنة والنار، وعرفوا النسبة بينهما، وعرفوا حقيقة الحجاب، وكيفية أصوات أهل الجنة وأهل النار، ومثل هذا لا يستحق النظر !.
وكذلك يسأل بعضهم فيقول: كيف يرى أهل الجنة أهل النار، أو العكس، مع أن بينهما حجاباً.
ويقولون في الجواب عن ذلك: يحتمل أن سور الجنة لا يمنع الرؤية لما وراءه لكونه شفافا كالزجاج، أو أن فيه طاقات تحصل الرؤية منها.
وهكذا شغل بعض المفسرين الناس عن معاني العظة والاعتبار، والتخويف والإنذار، وصوروا لهم المعاني الغيبية التي استأثر الله بعلمها على نحو ما يشاهدون ويألفون، ولو أن التاريخ تقدم باختراع " الراديو " ناقل الأصوات، و" التليفزيون " ناقل الصور؛ لرأينا من يجيب عن سؤال الأصوات باستعمال الراديو، وعن سؤال الرؤية بالتليفزيون !.
والمنهج السليم هو الإيمان بالغيب على ما جاء وفي حدود ما جاء دون تزيد، أو محاولة لقياس الغائب على الشاهد، ولا يجب الإيمان في ذلك إلا بما صح وأفاد العلم من كتاب أو سنة.
* * *
بقي من مشاهد العذاب الأخروي ذلكم المشهد الأخير الذي تضمنته هاتان الآيتان: " ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ؟ قالوا: إن الله حرّمهما على الكافرين، الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً وغرتهم الحياة الدنيا، فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون ".
يستجدي أهلُ النار ـ بعد أن أحاط بهم العذاب ولفحتهم حرارة النار، واشتد بهم الظمأ وهم في سموم وحميم ـ أهل الجنة أن يمنحوهم شيئاً مما يتمتعون به من شراب وطعام ويقابل أهلُ الجنة هذا الاستجداء بما يقطع عليهم الأمل في