/صفحة 11 /
أولا: فائدة قوله تعالى وهو بصدد جزاء المؤمنين "لا نكلف نفسا"إلا لا وسعها". وهذه الفائدة هي زيادة التبكيت وإيقاع الحسرة في قلوب الكافرين، إذفاتهم دلك الجزاء العظيم مع أنهم لم يكلفوا في سبيل الحصول عليه ما ليس في وسعهم، وقد فعله المؤمنون ولم يفعلوه هم. معنى كون الجنة ميراثا"للمؤمنين:
ثانيا": التعبير عن نيل المؤمنين للجنة بقوله: "أورثتموها". والمعروف في الإرث انتقال الملك أو الختصاص من مستحق إلى لى آخر بسبب موت السابق. وقد استعمله القرآن الكريم هكذا في الحكم، والعلم، والنبوة، والمال، والملك، والنساء: "وورث سليمان داود"، "ثم أورثنا الكتاب الذين اصط فينا من عبادنا"، "وورثه أبواه"، وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم"، "لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها". وقد جاءاللفظ مضافا إلى الله سبحانه في مثل نرث الأرض ومن عليها"، "و نحن الوارثون". والتعبير في هذا مبنى على اعتبار أن للناس ملكا وتصرفا فيما مكنهم الله منه، ثم بعد انقراضهم وفنائهم يرجع ال مر في ظاهره-كما هو في حقيقته -ملكا وتصرفا إلى الله سبحانه الواحد القهار، الباقى الذي لايفنى. أما في آيتنا هذه: "أورثتموها، وما ما ثلها من قوله تعالى: "الذين يرثون الفردوس9;فقد نظر في هذا التعبير إلى أن الناس جميعابما أودع فيهم من العقل وقوة النظر وفط رة الإيمان، ومايسر لهم من دلائل في أنفسهم وفي الآفاق حتى صاروا بذلك متمكنين من الإيمان، والعمل الصالح، فكأنهم قد مكنوا من جزاءالإيمان، واستحقوا دار النعيم، فلما أعرض بعضهم وكذبوا وأهملوا النظر والاستدلال، واستبدلوا الكفر بالإيمان ;حرموا ذلك الجزاء، وصار إلى الآخرين الذين حافظوا على فط رتهم فصدقوا وعملوا.