/ صفحه 99/
هذه المخلوقة التي ضحى العلماء بحياتها في سبيل تقدم العلم وازدهار المعرفة، وهي سوف لا تنزل إلى الأرض بالمعنى الذي نفهمه، بل ستظل سابحة بهذه السرعة الجبارة التي تبلغ قرابة الثلاثين ألف كيلومتر في الساعة بضعة شهور أخرى، وفي يوم قريب وبعد أقل من عام واحد ستصطدم خلال دورانها وهي تنزل رويدا رويدا بغلافنا الجوي، وتحترق هي والقمر الذي يحملها، وتتحول في كسر ضئيل من الثانية إلى أبخرة بالطريقة ذاتها التي تتحول بها تلك الشعب السماوية التي نراها في الليل والتي لا يصل أكثرها إلى الأرض، وهذه الابخرة ستنتشر في الطبقات العليا للجو، وتدور معه ومع الأرض، ثم لابد أن تهبط على شكل ملايين الملايين من الجسيمات الصغيرة التي لا ترى على الأرض وفي المحيطات، لا يعرف لها العلم مقرا، ولا يهتدي الناس لها إلى مكان ـ لقد انتهت الحياة في " لايكا " ولكنها تذكرنا دائما أننا دخلنا بحق في عصر الفضاء.
* * *
ويتحدثون اليوم عن قمر ثالث يزن كما جاء في الأنباء أكثر من ضعفي القمر الأول والثاني، وقد يبلغ طنا أو اثنين من الأطنان مثلا، وقد يحمل أنواعا مختلفة من الكائنات الحية من الفيروس إلى الميكروب إلى الخلية الحية إلى الحيوان أو الإنسان، وقد يرتفع هذه المرة إلى مدى 3000 كيلو متر أو يزيد، بدلا من 1700 كيلو متر، ومن يدري قد يكون بعيداً عن بقايا ذرات الهواء، كما قد لا يصادفه الكثير من الشهب السماوية فيمكث عامين عوضا عن هذه الشهور المعدودة، وقد يستطيعون ان يضعوا فيه هذه المرة أجهزة أكبر وأدق ليرسموا صوراً شمسية للمريخ ويبعثوا هذه الصور بالوسائل اللاسلكية والتليفيزيونية المعروفة دون أن يحصلوا على هذا القمر أو ما بداخله، وهذا أمر لابد لي أن أتناوله للقارئ في مقالات قادمة فقد حضرنا في أوربا أول عهود نقل الصور باللاسلكي، وهكذا قد يستطيعون الحصول ولأول مرة على أدق المعلومات عن هذا الكوكب: " المريخ " الذي يبتعد 55 مليون كيلو متر من الأرض في أقرب موقع له بالنسبة لنا خلال دورانه ودوراننا