/ صفحه 86/
فننحر الكوم عُبْطا في أرومتنا للنازلين إذا ما أنزلوا شيعوا
فلا ترانا إلى حي نفاخرهم إلا استفادوا فكانوا الرأس يقتطع
فمن يفاخرنا في ذلك نعرفه إنا كذلك عند الفخر نرتفع
فلما فرغ الزبرقان قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لحسان بن ثابت: قم يا حسان فأجب الرجل فيما قال. فقال حسان:
إن الذوائب من فهر وإخوتهم قد بينوا سنة للناس تتبع
يرضى بهم كل من كانت سريرته تقوى الإله وكُلَّ الخير يصطنع
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك منهم غير محدثة إن الخلائق فاعلم شرها البدع
إن كان في الناس سباقون بعدهم فكل سبق لأدنى سبقهم تبع
لا يرقع الناس ما أوهت أكفهم عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا
أعفة ذكرت في الوحي عفتهم لا يطبعون ولا يرديهم طمع
لا يبخلون على جار بفضلهم ولا يسمهم من مطمع طبع
لا يفخرون إذا نالوا عدوهم وإن أصيبوا فلا حور ولا هلع
إلى أن قال:
أكرم بقوم رسول الله شيعتهم إذا تفاوتت الأهواء والشيع
أهدى لهم مدحتى قلب يوازره فيما أحبُّ لسان حائك صنع
فإنهم أفضل الأحياء كلهم إن جَدَّ بالناس جِدُّ القول أو سمعوا
فلما فرغ حسان من قوله قال الأقرع بن حابس من تميم: وأبى إن هذا الرجل لمؤتًّى له، لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرتا، ولأصواتهم أعلى من أصواتنا. ثم أسلم الوفد، وجوزهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأحسن جوائزهم.
فهذا تفاخر أجازه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفيه تمجيد للقومية واعتزاز بها من وفد تميم، نادى بها خطيبهم وشاعرهم، فسمعهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم ينكر عليهم ما تمدحوا به من مجدهم وكرمهم وفضل أحسابهم، وإنما أمر