/ صفحه 422/
فهل ترى أحداً يستفتي في الدميمة التي يرغب عنها فيقول: أنا راغب عنها فماذا أصنع؟ إنما الذي يُسأل عنه هو حالة اليتيمة المرغوب فيها فيقول وصيها: أنا راغب فيها فهل أتزوجها؟.
5 ـ ثم إن تفسير: " اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن " بمنعهن مهو رهن غير جيد، لأنه لا يقال في المهر عندئذ " كتب لهن " والمفروض أن الكلام فيمن يرغب أو لا يرغب في نكاح اليتيمة، وهي مجرد رغبة لم تتم حتى يكون هناك ما يسمى صداقا كتب لهن، وإنما التفسير المناسب لتاريخ النساء في العرب هو أن الله تعالى يبطل بهذا ما كانوا عليه من منع النساء من الميراث، وينهاهم أن يمنعوهن حقهن الذي كتبه الله لهنن فيما تقدم من الايات الاولى من السورة، ومن بينه آيات الميراث التي تثبت حق النساء كما تثبت حق الرجال.
* * *
وبهذا كله يتيين أن هذا الرأي غير مقنع، وأن الاية على تقديره تكون ذات أسلوب عجيب في عدم تماسكه، وذات تعبير بألفاظ محتاجة إلى تخصيص مفهوماتها اللغوية، وهو ما يجل القرآن عنه، وترتفع بلاغته وإعجازه عن مستواه: " كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير " (1).
* * *
وجوه أخرى مروية
في تفسير الاية (2)
ب ـ وعن ابن عباس، والضحاك، والربيع، ومجاهد، وسعيد بن جبير، والسدي، وقتادة ـ فيما رواه ابن جرير ـ:
أنهم كانوا في الجاهلية ينكحون عشراً من النساء الأيامي، وكانوا يعظمون شأن
ــــــــــ
(1) الاية الاولى من سورة هود.
(2) اقرأ في تحصيل هذه الوجود مثل كتاب " مجمع البيان " للطبرسي، فقد عد خمس منها غير الوجه الاول الذي جاءت به الرواية عن عائشة ـ ص 6 ج 3.