/ صفحه 417 /
أحللت لكم أربعاً فوَسَّعت عليكم في غيرهن حتى لا تظلموهن، وهذا كما لو قال قائل: النساءُ غيرهن كثير، ولكم أربع إن شئتم، فدعوا هؤلاء والتمسوا غيرهن.
4 ـ وأن هناك اتصالا بين هذه الاية وقوله تعالى فيما يأتي من سورة النساء: " ويستفتونك في النساء " وذلك أن قوله: " وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء" المراد به هو: " وإن خفتم ألا تقسطوا... " الخ.
5 ـ وأن المراد بقوله تعالى: " وترغبون أن تنكحوهن " هو الرغبة عنهن، لا الرغبة فيهن.
6 ـ ولم تتعرض هذه الرواية لبيان المراد بقوله تعالى: " اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن " وقد رويت عن عائشة رواية عند تفسير هذه الاية تقول: إن المراد بذلك عدم إيتائهن صداقهن الذي وجب لهن (1)، وهذا يتمشى مع رأيها في قوله: " وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى " لأنها جعلت عدم الإقساط هو الرغبة في عدم إعطاء اليتيمة صداقها.
هذا هو رأي أم المؤمنين عائشة، وقد أخذ به أكثر المفسرين، لقوة سنده كما بيَّنا، ولقوة معناه فيما يرون.
* * *
نقدنا لهذا الرأي:
ونحن نرى أن هذا مع قوة سنده، ليس قوياً من جهة المعنى، وأنه يرد عليه اعتراضات كثيرة سنبينها، ولا ينبغي أن يفهم أن كون هذا الرأي لعائشة رضي الله عنها يحول بين الباحث ونقده، فإنها لم تنسب ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم ترو لنا نصاً عن الرسول نقف عنده، ونحمل المعنى في الاية على ما حمله عليه، ولا حجة لقول أحد من الناس في مثل هذا الصدد إلا لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد اختلف الصحابة أنفسهم في تفسير هذه الاية،
ــــــــــ
(1) راجع تفسير " روح المعاني للألوسي " ص 144 ج 5 طبع إدارة الطباعة المنيرية عصر. وتفسير " مجمع البيان " للطبرسي ص 118 ج 3 طبع صيدا.