/ صفحه 401 /
والتفكير المادي في صوره الثلاث: الأدب الجنسي، والفلسفة الجنسية، والتربية الجنسية، تفكير يركز أهداف الإنسان في نطاق الحيوانية، حتى يهدر القيم الانسانية التي تمثلها حضارة الإنسان في تاريخه الطويل. ومن ثم يرسم قيما أخرى بدلها. وقد بدأ منذ أعقاب الحرب العالمية الأولى يضع " العلم "؛ يضع الآلة التي أخرجها العلم مكان القيم الانسانية المتوارثة. وأصبح الإنسان يعيش للآلة وفي خدمة الآلة. ولو أنها كانت آلة السلام والرفاهية للإنسانية لأفاد منها الإنسان الذي جند في خدمتها، وكانت هي بدورها في خدمته وإن كانت خدمة غير مباشرة. ولكنها آلة الحرب والدمار، والتخريب والإبادة.
هذا التفكير المادي كما سمى " الروحية "، رجعية، سمى الآلية " أو الميكانيكية " الحديثة تقدما، وسمى الطريق اليها، على أنقاض القيم الانسانية والحضارة الانسانية، وهو الطريق الذي يصوره الأدب الجنسي والفلسفة الجنسية، والتربية الجنسية بصفة خاصة ـ سمى ذلك طريق التقدم.
إن المجتمع الأمريكي هو أكثر المجتمعات الانسانية الحديثة تطبيقاً للتربية الجنسية في المدرسة في مراحلها المختلفة، وصاحب مشروع المدرسة المشتركة بين الجنسين، وهذه بعض نتائج تأكيد هذ التربية في المجتمع الأمريكي يذكرها بعض الإخصائيين الأمريكيين. نشرت جريدة الشعب في عدده الصادر في 21 يوليو سنة 1975 تحت عنوان: " التعليم المختلط ينهار بالشباب الأمريكي " ما يلي:
إن خير دليل على سوء تطبي نظام التعليم المختلط هو النموذج الأمريكي... فالانحلال وإدمان المخدرات والاغتصاب والاستهتار... تلك الجائحة الخلقية والاجتماعية التي تكتسح شباب أمريكا يرجع معظمها إلى العقد النفسية التي تترسب في نقوسهم نتيجة سنين طويلة من الاضطراب العصبي والنفسي الناجم عن اختلاط يقوم على أساس فاسد.
لقد قام بعض علماء التربية الأمريكيين أخيراً بعدة أبحاث على نطاق واسع بعد أن أفزعتهم نتيجة التعليم المختلط ـ قاموا بها لمعرفة مدى صلاحية اختلاط الفتى